فليتَ هوى الأحبة كان عَدْلا ... فحمَّل كلَّ قلب ما أطاقَا
نظرتُ إليهمُ شَكْري ... فصارت كلها للدمع ماقا
وقد أخذ التمامَ البدْرُ فيهمْ ... وأعطاني من السَّقَم المحاقا
وبين الفَرْع والقدمين نُورُ ... يقود بلا أزمَّتها النَّيَاقاَ
وطَرْفُ إنْ سَقى العُشَّاق كأسًا ... بها نَقْصُ سَقَانيِها دِهاقَا
قال فلما قال:
وخَصْرُ تثبتُ الأبصارُ فيه ... كأنَّ عليه منْ حَدَقٍ نِطَاقا
فقال السرى هذا والله معنى ما قدر عليه المتقدمون. وما يقال من أنه حم في الحال حسدًا، وتحامل إلى منزله، ومات بعد ثلاث أيام، فلا صحة له، لأن السري مات بعد المتنبي وسيف الدولة. على أن السري قد استعمل هذا المعنى بقوله:
أحاطتْ عُيون العاشقين بخَصْرِه ... فهنَّ له دون النطاقِ نِطَاقُ
1 / 57