الكلام حتى تمنيت أني سخت في الأرض، فقمت منكسر البال أجر رجلي فخرجت، فما هو إلا أن بلغت باب الدار حتى خرج الغلمان إلى فردوني، فأقبل على الرجل، وقال: الشعر لك يا بني، والله ما قلته قط، ولا سمعت به إلا منك، ولكن ظننت أنك تهاونت بموضعي فأقدمت على الإنشاد بحضرتي من غير معرفة كانت بيننا، تريد بذلك مضاهاتي ومكاثرتي حتى عرفني الأمير نسبك وموضعك، ولوددت ألا تلد طائية إلا مثلك. وجعل أبو سعيد يضحك، فدعاني أبو تمام فضمني إليه وعانقني، وأقبل يقرضني ولزمته بعد ذلك، وأخذت عنه، واقتديت به.
ونادرة الدنيا في سرعة الحفظ الأستاذ أبو الفضل أحمد بن
1 / 24