العدل بين الناس وجعل مال عثمان بين اولاده الا شيئا معروفا بعينه وارسل ابن عباس إلى طلحة والزبير ليستعملهما فقالا: وصل امير المؤمنين رحما فاخبره ابن عباس بذلك فقال: لا اراهما يعدان استعمالي لهما الا صلة فامره بالرجوع على أن يقعدا فاضمرا عدواته فاشتكيا كثرة العيال وضيق عيش المدينة وكثرة المؤنة فاراد أن يعطيهما ما يسعهما فقال: شاور المسلمين فقالا: اذا لا يفعلون ثم اتياه واستأذناه في العمرة فاخذ عليهما اشد العهود واكد المواثيق وجعلا الله كفيلا على انهما يعتمران ويرجعان ولا يحدثان حدثا دون أن يصلا المدينة فلما بلغا مكة نكثا وخالفا ونسيا اعظم العهود التي اعطياها والفيا بها عائشة وعبد الله بن الزبير وابن عامر وسعيد بن العاص ويعلا بن منبه والوليد بن عقبة ومن كان بمكة من بني امية فالتمسوا وجها يتوصلون به إلى الخلاف لجمع الناس فاشار ابن عامر أن تظهروا إن عثمان قتل مظلوما واظهروا لعائشة إن عثمان استخلف عبد الله بن الزبير فالتمسوا خروجها معهم فامتنعت فمازالا يزينان لها امر الصلح بين عبد الله وعلي وكان عبد الله عزيزا عليها فابت الا أن تخرج أم سلمة فكانت رسولهما اليها فاغلظت لها أم سلمة واكثرت عليها فقالت عائشة: والله لا اخرج ابدا فمازالا بها اعني الزبير وطلحة واراها إن عبد الله غير راجع وانه مقتول ولعله اذا كانت أن يتسمع منها فرقت له وخرجت
صفحه ۴۱