فقال كلهم امنون الا سعيد بن العاصي الشقي وعثمان فان قلت إن الحاصرين له والقاتلين أهل مصر والبصرة دون أصحاب النبي عليه السلام قلت عن سعد بن ابراهيم ابن عبد الرحمن بن عوف وقد سئل عن هذا فقال انما قتله أصحاب رسول الله عليه السلام فكيف يحاصره الوافدون ويقتلوه والمدينة مشحونة بالمهاجرين والانصار فيها الوف والقادمون ستمائة رجل ويسلمون خليفتهم للاعراب والغوغا وفيهم مثل علي والزبير وغيرهما الذي يقوم بقتال الستمائة وحده.
قال المسعودي: اقرض طلحة والزبير مائة الف لمالك الاشتر النخعي وحاصروه شهرين وعشرين يوما وقيل تسعة واربعين يوما فما نصره احد من ستمائة رجل والله عز وجل يقول قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا فالذي نسب كبراء الصحابة إلى ذلك نسبهم إلى ارتكاب كبائر من الذنوب عظيمة من عدم النهي عن المنكر وهم قادرون ولا يامرون بالمعروف وقد مدحهم بقوله { كنتم خير أمة أخرجت } إلى قوله: { وتنهون عن المنكر } وذم بني اسرائيل بقوله { لعن الذين كفروا من بني إسرائيل } إلى قوله { عن منكر فعلوه } ومدح طائفة منهم بقوله { من أهل الكتاب أمة قآئمة } إلى { ينهون عن المنكر } واعجب من هذا أن يقتل خليفة المسلمين بين ظهرانهم وموضع بيضتهم وكبرائهم ويمنع أن يدفن في مقبرة المسلمين وخطب بعض المسلمين يومئذ فقال: لم نقتله خطأ ولم نصبه غيلة واختلف الناس
صفحه ۳۹