وكفنه وتكفينه ودفنه وأمره كله عمه العباس وابناء الفضل وقتم وعلي وأسامة وشقران وأوس من الانصار فغسل وعليه قميصه يدلك من ورائه. وصلى عليه المسلمون جميعا من غير إمام، الرجال ثم النساء ثم الصبيان، ودفن ليلة الإربعاء في جوف الليل، وكفن في ثلاثة أبواب سحولية، ليس فيها عمامة ولا قميص، وحفر له تحت موضعه الذي قبض، ودفنت معه قطيفته التي يفترشها، وآخر الناس عهدا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - قتم بن عباس فعظمت بموته مصيبة المسلمين.
وارتدت العرب، وأشرابت اليهودية، والنصرانية، ونجم النفاق، وهم أكثر أهل مكة بالرجوع عن الإسلام، حتى خافهم عتاب بن اسيد عاملها فتوارا فقام سهيل بن عمرو فحمد الله واثنى عليه وقال: إن موت محمد عليه السلام لم يزد الإسلام الا قوة فمن رابنا ضربنا عنقه وكف الناس عما هموا به.
(ذكر خلافة أبي بكر رضي الله عنه)
لما بويع في المسجد بيعة العامة يوم الثلاثاء ، لم يتخلف عن بيعته الا من ذكرنا، فبايعه علي بعد ستة أشهر، وبعد موت فاطمة، وقيل أقل، وبعد مخاطبات ومراجعات، وبايعه جميع من تخلف الا سعد بن عبادة، واراد عمر أن يلجأ إلى البيعة فابى بشير بن سعد من ذلك.
وكان أبوبكر ازهد الناس واكثرهم تواضعا في اخلاقه وطعامه ولباسه وكان يلبس العباءة والشملة فاوصى عائشة أن ترد ذلك إلى عمر بن الخطاب بعده،
صفحه ۱۶