وكذا قال ﷺ لنهدٍ -قبيلةٍ من اليمن-: «اللهم بارك لهم في محضِها ومخضِها (١)، ومذقِها (٢) وابعث راغِبها في الدثر (٣)، وافجُر له الثَّمَدَ (٤)، وبارك له في المال والولد» (٥) .
_________
= ويشهد لها:
الحادية عشر: ما أخرجه أبو يعلى في «مسنده الكبير» -كما في «المطالب العالية» (١٥/٥٤٢ رقم ٣٨١٠- ط. العاصمة) بسندٍ حسن، من طريق عبد الله بن أبي طلحة عنه، قال: كان فيما دعا لي النبي ﷺ: «اللهم آته مالًا وولدًا»، فما أعلم أحدًا أصاب من لين العيش أفضل مما أصبت، ولقد دفنت بكفي هاتين من ولدي أكثر من مئة، لا أقول لكم: فيه ولد ولد، ولا سقط. قال ابن حجر عقبه: «هذا الحديث مخرج عندهم بغير هذا اللفظ» .
(١) محضها: الخالص من كل شيء، والمحض في اللغة: اللبن الخالص غير مشوب بشيء، والمخض: تحريك السقاء الذي فيه اللبن، ليخرج زبده.
(٢) المذق: المزج والخلط، يقال: مذقت اللبن، فهو مذيق إذا خلطته بالماء، انظر: «النهاية» (٤/٣١١)، «الفائق» (٢/٧) .
(٣) الدَّثر: المال الكثير، كذا في الفائق (٢/٧)، وفي «النهاية»: الدَّثر هاهنا: الخصب والنبات الكثير، وكذا في «أسد الغابة» (٣/٦٧) وهما بمعنى.
(٤) الثَّمد -بالتحريك-: الماء القليل؛ أي: أفجره لهم حتى يصير كثيرًا يدعو لهم بكثرة الماء وإغزاره. انظر: «النهاية» (١/٢٢١)، و«العقد الفريد» (٢/٥٤)، و«الفائق» (٢/٧) .
(٥) أخرجه ابن الجوزي في «العلل المتناهية» ١/١٨٥ من طريق أبي عبد الله محمد بن علي البلوي، عن محمد بن جعفر بن محمد التميمي، عن عبد العزيز بن يحيى الجلودي، عن محمد بن سهل، عن عبد الله بن محمد البلوي، عن عمارة الخيواني، عن علي مرفوعًا، وقال عقبه: «هذا لا يصح، وفيه مجهولون وضعفاء منهم النسائي، وأكذب الكل البلوي» .
وقال الحافظ في «التقريب» (٥٩٣٨): «محمد بن سهل النسائي لا بأس به» .
ولم يعزه في «كنز العمال» (٧/٨٣٧- ٨٣٨ رقم ٢١٦٠٧ و١٠/٦٢٧- ٦٣٠ رقم ٣٠٣٢٥) إلا لابن الجوزي. ونقل عنه قوله: «لايصح، فيه مجهولون وضعفاء» .
وعزاه ابن حجر في «الإصابة» (٢/٢٣٦) لابن الجوزي، وقال: «من وجه ضعيف جدًا» .
ثم وجدت الحديث عند القاضي عياض في «الشفا» (١/١٦٩-١٧٠)، وأورده بطوله، وأفادني تخريجُ السيوطي له في «مناهل الصفا» (ص ٤٨ رقم ٩٥) وهذا نصُّ كلامه بحروفه: «أبو نعيم في =
1 / 65