سر الفصاحة
سر الفصاحة
ناشر
دار الكتب العلمية
شماره نسخه
الطبعة الأولى ١٤٠٢هـ_١٩٨٢م
والجنون وذكر القفا من الألفاظ التي تستعمل في الذم وليست من ألفاظ المدح.
وقد كان بعض الأدباء يعيب قول ابن الرومي:
من شعرها من فضة ... وثغرها من ذهب
ويقول: إن التشبيه بالفضة والذهب إنما يقع في المدح وكان يجب أن يهجو هذه المرأة بما يستعمل من ألفاظ الذم وطرقه.
فإن قال قائل: إذا كان التنين هو الحية وكانوا كثيرًا ما يشبهون الممدوح بالحية. ويقولون: هو صل صفاة وحية واد وأرقم وأسود وغير ذلك كما قال أبو الطيب:
يمد يديه في المفاضة ضيغم ... وعيناه من تحت التريكة أرقم١
وقال آخر:
إني على رأس العدو وتحته ... لغمام قسطلة وحية واد٢
وقال الرضى:
نبهت منى يا أبا الغيداق ... أصم لا يسمع صوت الراقي
ذا ريقة تهزأ بالدرياق ... كأنما أم من الإطراق٣
وقال حريث بن عناب:
أترجو الحياة يا بن بشر بن مسهر ... وقد علقت رجلاك في ناب أسودا
من الصم تكفى مرة من لعابه ... وما عاد إلا كان في العود أحمدا
١ المقاضة: الدرع الواسعة والتريكة البيضة تشبيها لها ببيضة النعامة إذا خرج منها الفرخ. ٢ اللغام: زبد أفواه الإبل والقسطلة: هدير الإبل. ٣ أم: شج في رأسه.
1 / 162