ثم أقاموا معه أولئك يدعونه إلى ملك سمايل، ووادي بني رواحة لاعتدال كل مذهب مائل، فسار الإمام ورجال اليحمد إلى ما دعوا إليه، حتى جاور حرش على ما عاهدوه عليه، ونزل وادي بني رواحة بجمهور الشجعان، وترك بعض قومه عند الأمير مانع بن سنان، واتفق رأي الإمام والأمير أن يتوجها بالجيش إلى نزوى، وسار معهم القاضي خميس بن سعيد ذو التقوى والفتوى، المتمسك بسبب الله الأقوى. ونصرته عصبة من أهل أزكي، وسارت معه إلى نزوى فالتقوه أهلها بالكرامة على ما يحب ويهوى، فدخلها الإمام وكان محاه منها العقر المشهور، فأقام فيها بالعدل والإنصاف بعض الشهور، وكانت فرقة منهم تدعى ببني بو سعيد، وهم رؤساء العقر وأولوا البأس الشديد، فتسفهت أحلامهم ومن سار معهم من أهل سوق نزوى، واجتمعت آراؤهم أن يدخلوا على الإمام بجيشهم الأقوى، وكان ذلك يوم الجمعة الزهراء عند ظهور النهار، فائتمروا فيما بينهم بالسعي إلى الصلاة، وتأهب كل منهم بطاعة مولاه، فأتى الإمام من كان له محبا ومودا، فأخبروه بما أعدت عليه الأعداء، فتحقق خبرهم عند مولانا الإمام فأمر بإخراجهم من مكانهم بالتمام، ونهى عن قتلهم بل ينفوا من سائر البلاد، فخرج من بغى على الإمام بالكره والذل والانقياد، وكان قد نصر الإمام رجال من حارة الحوائر من عقر نزوى، وشاهد منهم النصيحة لحلول الدوائر، فتقرقت الفئة الباغية على الإمام في البلدان، وولوا هاربين في الخذل والخذلان، والتجأ جمهورهم في أصح الروايات والدلائل إلى مانع بن سنان في قرية سمايل.
صفحه ۷