أما بعد فقد سألاني وأمراني من أمتثل لأمرهما ودا، ولا أبقي عنهما في الطوع والنصح جهدا، أحدهما الشيخ محمد بن سيف الوالي ذو المجد والإجلال، والشيخ الكامل ناصر بن ثاني بن جمعة بن هلال أن أشرع لهما في ابتداء سيرة الإمام، وأشرع في تحصيلها موجزا لألفاظ الكلام، وأذكر فيها حصر سيرته المرضية على التمام، فأجبتهما إلى ما طلبا وأحببت لما هما فيه رغبا، وأطنبت في وصفها على حسب الغاية، وهذبت اللفظ على توفيرها على النهاية، ولست أنا من هذه الرتبة الباذخة، ولا في العلم من أولي الدرجات الشامخة، وذلك لقصر باعي عن ذوي العلوم والمعارف، وقلة اختراعي في التطاول للقدماء الأشارف، بل كنت مجيبا لهما في التأليف، وملبيا لخدمتها في التصنيف، وكان ذلك على حسب الطاقة والتكليف، فقلت وبالله التوفيق في كل حال، وإليه المآب والمآل.
صفحه ۳