سیرت امام علی (ع)

احمد بکری d. 891 AH
74

من الرجال فدعني أكون امامك وبين يديك أقاتل من قاتلك وأعادي من عاداك فقال له الامام يا قداح ان اتكلت على نصرتك فانا العاجز المؤبد لك أتخشى من قوم فارقتهم البارحة وقد ائتعنوا على سرهم ولا يضرك ان تعود إليهم وتذكر ما أمرتك به فقال القداح يا سيدي فإذا انا فعلت الذي امرتني به وخدعت به القوم وسقتهم إليك ثم ظهرت أنت من الحصن رجالك وأبطالك فيعلم عند ذلك القوم ان مبتدأ الامر والمكر والحيل مني ومنتهاه إلي فيحملوني على أطراف الأسنة ثم يقطعوني قطاعا فما أظنك الا وقد كرهت مكاني وتريد ان تبعثني لهلاكي فتبسم الامام من كلامه وتضاحك جميع أصحابه فقال الامام اللهم ارزقنا عفوك يا ارحم الراحمين ثم اقبل على القداح وقال له يا ويلك اما يؤمنك منهم بعون الله طول ناعي وهجمتي واسراعي فيشغلون بي عندك لأنني إذا نزلت في بيت فيه رجال شخصت أعينهم إلي ورجفت قلوبهم هيبة من الله عز وجل ألقاها الله في قلوبهم فسر إلى ما أمرتك به فإذا سرت فقل لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم فعند ذلك نهض القداح إلى القيام فاقبل وهو لا يريد القيام فأقبل إلى مطيته فشدها واستوى راكبا ثم التفت إلى الامام وقال يا أبا الحسن ها انا ماض لأمرك فإذا رأيت القوم قد تبادروا إلي وعطفوا علي بأسلحتهم فلا يشغلك عني شاغل ولكن بأسك إلي واصلا وأبدأ بخلاصي قبل ان تبطش بهم فقال له الامام لك علي ذلك يا قداح امض وتوكل على الله فتوجه القداح سائرا فلما ولى تبسم الامام وقال لقد أعطاك الله يا قداح من الجبن نصيبا يا ويلك فلو كان لك قلب لكنت رجلا عظيما وجعل الامام يكررها مرارا ثم إن الامام التفت إلى أصحابه وقال معاشر الناس لا تزالوا في أماكنكم حتى تنظروا ما يكون من امر صاحبكم القداح فاني أراه جبانا والجبن أقبح شئ (قال الراوي) وما زال القداح سائرا إلى أن أشرف على القوم وهم سائرون نظر إليهم القداح حدث نفسه بالهروب ولكنه ثبت قلبه وقال والله اني لأحمل نفسي على المهالك ثم حرك مطيته إلى أن وصل إلى القوم فتبادرته إلى نحوه الرجال وتأملوه فإذا هو القداح رسول الملك ففرحوا بقدومه ثم سألوه عن

صفحه ۷۴