الزفاف وفي أي وقت يكون . فركب الجميع وساروا حتى جاءوا إلى باب. الايوان فنظر حمزة إلى فوق فرأى مهرد كار جالسة في مكانها وأعينها تذرف دموع الحزن منكسرة الخاطر لا تبتسم كالعادة فانفطرت لذلك مرارته وتكدر مزيد الكدر وانطبقت المدائن على رأسه وحياها التحية المعتادة بأجابته بالإشارة . ثم دخمل الديوان فتلقاه كسرى بالبشاشة وترحب به وأجلسه إلى جانبه وقربه منه وأمر أن يقدم له وللجماعته الشراب كالعادة . ومن ثم التفت الأمير إلى بزرجمهر وقال له أريد منك يا سيدي أن تسأل حضرة الملك أن يعين يوم زفاف ابنته وفي أي يوم يكون وما يريد لحا مهرا فإني لا أرغب في التطويل وحيث قد أنعم وأوعد فلم يبق إلا إنجاز الوعد .
فبلغ الوزير كسرى كلام حمزة . فقال إني زوجته بنتي ولا أرجع بوعدي قطعا غير أني وعيت إلى نفسي فعرفت أني خرقت حرمة وزرائي وكان من اللازم أن أستشيرهم بذلك ومن الواجب أن يرضوا هم قبل لكونهم مدبرين أمري وأمر مملكتي ومثل هذا الأمر له تعلق مهم ولا سيها الوزير بختك لأنه يجب أن يرى ان كان ذلك موافق الشريعة الفارسية أم لا .
فلما سمع بزرجمهر ذلك أدرك بفطانته وذكائه الدسيسة وعرف أن بختك قد غير خاطر الملك على حمزة وعليه فإنه بلغه كلامه وقال له أن الأمور بحسب الظاهر ما من مانع ولكن في المسألة سر . فقال حمزة للوزير أريد أن تسأل لي ببختك وخبره أني مزمع أن أقترن بمهردكار بنت الملك كسرى فهل يقبل بذلك أو يرى ما يمنع وقوع هذا القران وأريد أن أعرف فكره من هذا القبيل وماذا يقول . وحينئذ قال لبختك لما كنت أيها الوزير الخبير مدبر الدولة الفارسية وسيد فيها ولك المقام الأول في صدر أعيانها يريد منك الأمير حمزة أن تبدي رأيك في زواجه بمهرد كار بنت كسرى سيدنا فهل من مانع يحول دون إتمام هذا الزواج وهل تصادق عليه أو تمتنع عنه . فقال له قل للأمير حمزة ما أخبرك به حرفا بحرف وهو أني في ليلة أمس كنت مجتمعا مع سيدي الملك في قصر بنته فوجدته مضطرب الأفكار متكدرا فقلت له لم ذلك وأنت كنت في الغبار مسرورا وقد زوجت بنتك بالأمير حمزة ومن اللازم أن عبتم مهذا الزواج وتنظر فيه وتدبره لأن عموم بلاد الفرس ينتظرون مثل هذا الزواج حيث أنهم جيعا يحبون الأمير حمزة حلص بلادهم ويحبون مهرد كار بنت ملكهم ووحيدة عصرها فقال لي إن من أجل ذلك مغتاظ لا ندما على وعدي للأمير حمزة ببنتي حيث أعلم أنه يستحقها وهو رجل عندي أحبه حبا لا يوصف غير أني كنت قبل وقوع مثل هذا الأمر أريد أن أرسله إلى الأمير معقل البهلوان صاحب حصن تيزان فقد عصان ولم يعتبر أوامري وبعثت له بعدة جيوش وفرسان فبددها وشردها وحتى اليوم يدوس كلامي ويوقع بأصحابي وكيف أكون كسرى أنو شروان ملك الأرض شرقها والمغرب ويعصاني مثل هذا الأمير . وحيث أن الأمير حمزة قد طلب بنتي ووعدته يهالم يعد في وسعي أن أعرض عليه مثل هذا الأمر أو أطلب إليه 48
صفحه نامشخص