مع أنه كان يلبس تاجا كملك العجم فقال حمزة لا بد لي من قتله في الغد أو ما بعد الغد ونزع هذا التاج عن رأسه وباتوا تلك الليلة على مثل تلك الحالة ينتنظرون خروج الخيبريين إلى أن كان الصباح وفيه بض الأمير حمزة من منامه وخرج من صيوانه فرأى أبواب المدينة قد فتتحت وأخذت العساكر تخرج منها أفواجا أفواجا وتنتشر في تلك الأرض وتضرب خيامها ودامت على ذلك طول النهار حتى صدت ذاك المكان وملأته من الشرق إلى الغرب فانبهر الملك النعمان من كثرتها ووقعت الرعبة في ركبه وخاف من الفشل والخيبة والتشتيت وقال للأمير حمزة أن عساكر خارتين كثيرة ولا بد أن يوقع الرعب في قلوب رجالنا منها وقد كان بفكرنا أن نستنجد الملك كسرى ونسأله أن يبعث إلينا بالعساكر فخالفت وم ترض والآن أرى شدة احتياجنا إلى ذلك لأن بغير الكثرة لا نتغلب على هؤلاء العساكر . فقال له الأمير حمزة إني كنت أحب أن لا تأتي أنت أيضا ولا أصحب معي غير رجالي وإن أعرف إن أقدر أن أكبح بهم خارتين ورجاله وليس هو فقط بل أقدر أن أغلب بهم ملوك الأرض قاطبة لأنهم فرسان وأبطال خلقوا للحرب والقتال كل واحد منهم يلقي الألف والألفين والثلاثة لاف وإذا كنت قد وهمت من ذلك فارجع بقومك ودعني اقضي الأمر بنفسي فذاك أحب لدي وأفضل عندي وقد أخبرتك إني لا أحب أن أخلط عباد النيران بعباد الله ورجاله فلا يختلط العرب بالعجم ولا سيا إني لو جئت بعساكر العجم لبقي قلبر العرب منحطا وظن رجال كسرى أن النصر كان بسبب مساعدتهم لنا وانضمامهم إلينا وإني أعرف أنك لا تزال موهوما وخائفا إلى حين ترى بعينك حالة الخيبريين وما يحل بهم وبقائدهم خارتين فسكت النعمان وأصبح ينتظر ما يكون من أمر الأمير حمزة ورأى أن كلامه بالصواب وأن الفرس قوم معودون على الكبر والعظمة ينظرون على الدوام إلى العرب بعين الذل والاحتقار ولا يسلمون قط بشجاعة أحلد مله .
قال وانقضى ذاك النهار دون حرب ولا نزال إلى أن كان اليوم الثاني ضربت الطبول وأسرعت 'الرجال من كل ناحية إلى خيوهافأسرجتها واعتلت فوقها وتقدمت إلى ساحة الميدان وكانت العرب مترددة في أمر الامير حمزة لا يترجح ق عقلها أنه يقدر على الاتيان بالمطلوب أو يمكنه قتل خارتين ولذلك كانت قلويها خائفة تننظر ان ترى قتاله لتعرف عظم رجاله الأخصاء وقومه وأمرهم أن ينقضوا في كل مكان. ينقض هو فيه فيحمون ظهره ويقاتلؤن كقتاله وقال لهم اعلموا أن المعول في هذه المعمعة عليكم والرجا بكم فإذا تأخرتم أنتم تأخر جماعة النعنمان وإذا تقدمتم تقدموا واشتدت ظهورهم فقال لهم اصفران الدربندي إني أعلم أننا نحن وحدنا نكفي لقتال هؤلاء الخيبريين مها كانوا كثيرين ولا حاجة لنا بالعرب وقوم النعمان وسوف ترى بعينك ما يكون لنا وإذا شبئت فاسمح لي أن”
اه
صفحه نامشخص