بلاده في اليوم التالي أو الذي بعده ولذلك طلب من وزيره بزرجمهر أن يسعى له بطريقة تقيه وتخلصه فقال له الآن ما من وسيلة لنجاتنا من هذا الطاغي وعندي من الصواب أولا أن نبعث في هذه الليلة بأولادنا وعيالنا وكل ما يتعلق بنا إلى مدينة طهران لنحفظها من الأعداء ونكون على أمان من جهتها وبعد ذلك نسير نحن وهتاك ننظر في أمر خلاصنا لآن الخيبريين سيدخلوا المدينة في. الغد ويتملكونها وحينئذ لتركها نحن موقتا ومن ثم نعود إليها وسوف ترى بعينك ما يكون من أمر العرب الذين تتم النصرة لنا على أيديهم فاستصوب كسرى هذا الرأي وأمر أن ترسل الحريم والعيال إلى ظهران أي حريم الأمراء والأعيان والوزراء وحريمه مع من هو عزيز عندهم وثمين ليكون محفوظا فلا تنهبه قوم خارتين ولا يصير عليه أمر من الأمور . وصرفوا تلك الليلة على ما تقدم وني اليوم التالي بض خارتين وهو مؤمل بالفوز والنجاح وهجم على بقية عساكر الأعجام وضربها بقومه ضربا ألييا موجعا فبددها وما جاء أخر ذلك النهار حتى ضايق المدينة كل المضايقة وأنزل بها الويل والعبر فالتزم كسرى أن يتركها ويسير عنها من جهة ثانية برجاله وأبطاله الأخصاء قاصدا مديئة طهران .
وبعد ذلك سلمت المدينة إلى خارتين فدخلها منتصرا فائزا وتملكها بقوة سيفه وقبض على كل عاص فيها ونهب أموالها وذهب إلى الإيوان الأكبر وجلس على تخت الملك كسرى واعتز بنفسه وقال لرجاله الآن صح ما كنت أزعمه وأقوله من أن عرش كسرى سيكون لي أي أني سأسمى بهذا الاسم وأكون أنا الملك على العرب والعجم وكل ما يملكه كسرى فتهابني الملوك وتخشاني الأبطال حيث أعلم من نفسي أن لا فارس بين فرسان هذا الزمان يقدر أن يلقاني في حومة الميدان أو يثبت أمامي ساعة من الزمان فهنآه الجميع بما وصل إليه وشكروه على شجاعته وأطنبوا في مدحه وسألوه أن ينظر في أحوالهم ويقدمهم على أهل البلاد . قال لمم هذا لا بد منه لأن من الإصابة أن تكونوا أنتم الحكام والولاة المالكين على الأعجام حتى لا تقوم لمم قائمة فيا بعد غير أن هذا سيكون بالتتابع ومرادي أن أبعث في الغد إلى سائر عمال الملك كسرى وأدعوهم أن يأتوا إلي فمن جاء طائعا كان له النتجاح والتوفيق فأبقيته وصبره عليه إلى أن أعزله عزلا ومن امتنع وأظهر العصيان قلعت آثاره وخربت دياره . ونام تلك الليلة إلى أن كان الغد وني ذاك اليوم أخذ فكتب الكتب إلى كل نواحي بلاد فارس والعرب إلى داخخل المدائن حتى ما ترك بلدا إلا ودعا عاملها أن يحضر إليه وأعلمه بما فعل في العجم وكيف استولى على الكبير والصغير في المدائن وطرد الملك كسرى ووزراءه وتبددهم بأن كل من امتنع عن الحضور بعث اليه بالعساكر وأنزل به العبر وسمى حاله كسرى الخيبري أو كسرى التديد . وبعد أن أرسل الرسل المكاتيب جعل ينتظر وصول المرسل إليهم فلم يقدم عليه أحد ولا وصل منهم إليه
1
صفحه نامشخص