٠ بأسرع من لمح البصر ولا رأى أصفران الدربندي ركوبه وعلم الحقيقة ركب هو أيضا وركب الثمائمائة فارس مع كبيرهم وكان يدعى الأمير عقيل وانطلقوا في أثره إلا أنه كان قد غاب عن بصرهم لسرعة جريه وشدة حنقه وبقي سائرا وعمر يقفز بين يديه ويركض فيسبق الجواد بأميال ثم يقف إلى أن يصل إليه وما فات ظهر الغبار إلا وجاء المدينة وبقي سائرا , والغضب يفعل به ولا أحد يعرفه أو يفكر أنه الأمير حمزة وبقي في مسيره إلى أن وصل الى ديوان الملك النعمان فنزل عن جواده وأوقف عمر عنده وأوصاه بالمحافظة عليه إلى أن يخرج من الديوان وبقي داخلا حتى الصدر فرأى النعمان جالسا مع أعيان قومه وبنته واقفة أمامه وبيدها رأس مخلوف وهي تقول له قتلت اليوم بالحيلة مخلوفا ولا بد في الغد من قتل الأمير حمزة .
( قال الراوي ) وكان لما رجع البنات إلى الملك النعمان وأخبرته بما حل على ابنته وأنها أخذت أسيرة تكدر بزيد الكدر واغتاظ وقال لا بد أن يقع عليها سوء وقد حذرتها فلم تتحذر ولا رجعت عن غايتها وهي تظن أن كل فارس لاقته تقدر عليه ثم أمر ان تعدد العساكر في الحال ليلاقي الأمير حمزة وقد انشغل فكره كل الانشغال وقال لوزيره تهاملنا في أمر حمزة حتى وصل إلينا وأسر بنتي قال ليس كان من الصواب أن تذهب بنتك إليه وكنا نطاوله بالقتال حين يأتينا خبر من الملك كسرى أو إلى حين يجتمع عندنا بعض الفرسان الذين يقف أمامه والآن يمكننا في الغد أن نجمع العساكر الموجودة في المدينة ونذهب إليه ونصير عليه إلى أن نرى ما يكون من أمره ثم أمر أن تعدد العساكر وتخرج إلى خارج المدينة في اليوم الآتي . ولما كان الخد عند الغبار وهو في ديوانه بحسب عادته يريد أن يعلم ما جرى على بنته مع الأمير حمزة ويبعث بالأوامر إلى النواحي لتتجتمع بعض العساكر عنده مع فرسانها وإذا ببنته قد دلت عليه حاملة رأس محلوف فلا رآها وقف ملهوفا وهناها بالسلامة وسأنها عن سبب خلاصها فقالت له آتسألني وأنت تعلم أني القناصة وأن لا أحد يقدر على كيدي وان أكيد كل سيد مجحيد وفارس صنديد . فقال لها ورأس من هذا الذي تحملينه قالت هذا رأس الأمير مخلوف فإن الأمير حمزة أسرني برضاي وفي ظنه أنه يزفي على تغخلوف فأجبته وعمل العرس لأنه كان وعد مخلوفا في الطريق وجاء معه لأجل هذه الغاية وبعد العرس أتيت 'صيوان مخلوف وقلت له إن من اللازم ان أصلح بينك وبين أبي وتعود إلى بلادك وتبعد عن الغرباء فانقاد إلي ووعدني أن يجيء معي ني نصف الليل بينما يكون نام الأمير حمزة وجماعته وأمن لي وأخذ ينزع عنه ثيابه لينام فحاولت حصويي على سيفه وضربته به ضربة واحدة ألقيته قتيلا ثم نزعت رأسه عن جسده وصبرت إلى أن مضى قسم من الليل فخرجت ولا أحد يعلم بي وبقيت سائرة إلى أن وصلت إلى هنا وهذا توفيق عظيم ولي أمل كبير أن كما أتيتك اليوم. برأس مخلوف هذا المتعدي الخارج اتيك برأس الأمير حمزة .
أن
صفحه نامشخص