من الباب قبل أن يخرج الكلب منه وحالما وصل إليه ضربه بيده ألقاه ميتا وتناول الوزة من فمه وأعادها إلي دون أن يلحق بها ما أكره فاستيقظت بعد ذلك من نومى مرعوبا لا أعرف ما القصد من هذا المنام ولا بد من سبب له قال بختك لا يرهب سيدي من هذا المنام ولا يخاف فيا هو إلا من قبيل الأوهام وقد يحدث كثيرا للأنام ومن المعلوم أن المرء يرى على الدوام مثل هذه الأحلام التي تحدث من قبيل .الطعام أو من أسباب أخرى لكنها لا تكون ذات نتيجة ولا تدل على أمر قط يوجب اضطراب سيدي الملك وتكديره. قال* كيف لا وقد رأيت الحلم مرتين بنفس المعنى والحالة ولولم يكن له دليل قبيح لا تكرر ولا كنت أرى في داخلي كدرا عظي) لا يبرك وأحب أن أطرده فلا أقدر كانت نفسي تحدثني بوقوع أمر يكون علينا في المستقبل وبالا وإني أعرف جيدا أن هذا الحلم لا يفكه ويعبره إلا بزرجمهر فهو خبير بعلوم العالم وتفاسير أغماضها . وأما أنت فلا معرفة لك بمثل هذا الأمر .
وبينا الملك والوزير بختك يتخابران بذلك ورجال المملكة يسمعون ما كان من أمر الملك وإذا ببزرجمهر الوزير قد أقبل ودخل الديوان فوقف له الجميع اعتبارا واحتراما وتلقاه كسرى بالترحاب وكأن هما سقط عن قلبه بإتيانه وحال جلوس الوزير قال له املك أنت تعلم أبها الوزير العاقل الحكيم أن اصطفيتك لي على سواك واتخذتك مدبرا لجميع ' أحوالي وفوضت إليك الرأي الأول وأطلقت لك الحرية في أمر العباد وما ذلك إلا لمعرفتي باخلاصك واعتقادي بأنك صادق القول لا تخفي عني شيئا ولا ترضى إلا ما به صالحي وصالح بلادي ومملكتي . فقال له ما أنا إلا عبد مجبول بنعمتك مغروس بالتفاتكم وإكرامكم بما تريدونه وتأمرون به قال رأيت في الليلة الماضية حليا هائلا راعني جدا وألقاني باضطراب عظيم ولا أرتاح من هذه الحالة التي أنا واقع بها إلا إن أظهرت لي تفسير هذا الحلم وأخبرتني بنتاجه وما يكون منه . ثم إن كسرى أنوشروان قص على وزيره المنام الذي تقدم ذكره وقال له فسر تفسيرا واضحا ولا تخف علي شيئا قط وإن أشهد على الجميع صاغيا لك راضيا عنك مهم| كان التفسير قبيحأ والعاقبة رديئة حيث نكون على بصيرة ونقدر أن نعرف الطريق التى تقينا إذا كان ضيق أو كدر أو قحط أو حروب أو ما شاء كل ذلك .
ولا سمع الوزير من الملك حلمه أمعن به وأطرق إلى الأرض برهة وهو يسأل الله توضيح الحقيقة وإظهار الخفايا وبعد أن بان له كل ما يدل عليه ذلك الحلم وعرف بمساعدة الله سبحانه وتعالى ما يكون على البلاد رفع رأسه فقال أعلم يا مولاي أن الله سبحانه وتعالى وهو الإله الذي أعبده يدير الكون بمعرفته ويدرب العباد بعنايته لا تأخذه سنة الكرى ولا يغفل قط عن أمر وقد سبق أن كلم أنبيائه وغيرهم في أيام بني إسرائيل
.
صفحه نامشخص