الباقين ونرتاح منهم فشكرته على عمله وسارت في طريقها مع خدمها وقهرمانتها وسار هو مع أخيه ورقا في غير طريق ولا زالت سائرة حتى دخلت قصرها وهي غائبة عن الصواب فاقدة الحواس متكدرة من غدر ابيها وخيانته خائفة على موت الأمبر في تلك القلعة ثم انفردت في إحدى الغرف وجعلت تبكي بكاء نحو ساعة وأخيرا مضت واقفة وقالت ماذا يا ترى يفيدني البكاء إذا لم أكن صبورة واغتنم الفرصة واسلك مسلك الابطال وأتوصل الى خلاصههما وأنا قادرة عليه إذا استعملت الهمة والفكرة وأرئ من الواجب قبل كل شيء أن اسعى في أذ الطعام والماء إليهما ليقدروا على الصبر الى حين خلاصهما| وإني أعمل معهما جميلا فأطمنه) بالخلاص وبعد اقداح الفكرة عرفت أن لا احد يقدر أن يعينها على ذلك إلا إسمندار وكيل النيل فانجلى لها وجهالأمل فدعت قهرمانتها وكانت مخلصة لما كاتمة لأسرارها فقالت لما أريد منك أن تحضري طعاما فاخرا وتضعيه وفي أوعية من النحاس وتقفل عليه وتأتيني بها مع وعاء من الماء وعدة ارغفة قالت ولمن ذلك اجابت تسيرين معي وتعلمين لمن فقط أريد أن تكتمى ذلك وفي الليل نسير معا . فأجابت القهرمانة طلبها وأعدت ما أمرتها به إلى ان كان الليل فجاءتها بالطعام وما طلبت فضت ولبست أخف ثيابها وأمرت القهرمانة ان تسير أمامها وتحمل الأوعية وسارت وهي خلفها لا يعلم احد اين تسيران إلى أن وصلتا إلى شاطىء النبر بالقرب من مكان إسمندار فقالت للخادمة إبقي أنت هنا بالطعام إلى أن أعود اليك ثم دخلت المكان ودعت بالوكيل إليها فطار عقله وغاب وعيه وهو لا يصدق بذلك وترحب بها مزيد الترحيب وقال لها ما السبب الموجب لحضورك يا سيدتي عندي في مثل هذه فاسعى في خدمتك ولو كان بذلك هلاك روحي وضياع حيات . قالت نعم إني أقصد لك امرا فيه اخبر والنجاح وهو إني منذ زمان وآنا واقعة في حبك وأكتم ذلك خوفا من أب لأنه إذا علم به يميتك لا محالة ويقصد هلاكك فالتزم أنا أن أموت وبقيت صابرة على ذلك إلى هذه الأيام حتى لاح لي وجه الخلاص ورأيت من الواجب ان أحضر أليك وأطلب منك المساعدة على قضاء مصلحتنا وقد قلت في نفسي أنك إذا وافقتني على هذا الحب أي ان تكون زوجا واكون لك أمرأة سعيت في إتمام ذلك وإلا فإذا امتنعت ولم تجب طلبي رميت بنفسي في النيل وذهبت طعاما للسمك . فلما سمع منها هذا الكلام طار قلبه شعاعا وقال هل عن صحيح تتكلمين يا سيدتي أنك تحبينني وتقبلين أن أكون لك خادما قالت وما السبب لإتيان في مثل هذه الساعة أليس عن حب قاتل ناضج فرمى نفسه على أقدامها'يقبلها فرفعته وقالت له ليس الآن وقت شكري بل وقت تدبير ونظر الأمور قال إني مائت على الحصول عليك ونفسي تطلب ال موت على الدوام والخلاص من هذه الحياة وكنت مؤكد أني لا أحصل عليك ولا أقدر أن أفوه بكلمة من حبك وأعرف أني إذا ذكرت ذلك أموت قتيلا من أبيك حتى ١؟؟
صفحه نامشخص