سیرت امیر حمزه

ناشناس d. 650 AH
192

سیرت امیر حمزه

ژانرها

الرسوم ويتركنا نبعد عنه فقال له مباشر إذا شعت مرنا أن نحتاط بالمدينة فنفتحها رغ عنه لأنه كما قال لا يريد أن يدفع عنها ولا يشهر سلاحا . أجاب ليس من العدل أن نقاتل من لا يرغب في قتالنا وأني أصبر عليه إلى سبعة أيام فاذا أجاب كان خيرا وإلا فعلنا ما أشرت إليه ونكون قد صبرنا عليه كفاية ورأينا أن الضرورة أحوجتنا إلى ذلك . فاستحسن. الجميع رأيه وأقاموا خارج المدينة كل النبار إلى المساء وفيه تفرق القوم إلى اللخيام وأقام الخفراء يحرسون المعسكر إلى أن كانت الساعة الرابعة من الليل وبينها كان الأمير في صيوانه ولم ينم بعد وإذا به سمع الصياح والصراخ قد قام في معسكره من كل جهة وناحية فخرج مندهشا وقد أفرغ عليه سلاحه وركب جواده وتقدم إلى جهة الصياح فرأى أن العساكر واقفة بالارتباك وهي تركض من جهة إلى أخرى فسأل عن السبب فقيل له أن فارسا واحدا انحط على المعسكر من جهة آخرة فشطره ولا زال يقتل من يقف في وجهه ولا أحد قدر أن يمنع شره فسار الأمير حمزة على أمل أن يلتقي به فلم يتيسر له ذلك لأنه سار بأسرع من البرق فاختطف الأرواح واخترق المعسكر وغاب عنهم ولم يعد أحد يرى له أثرا فتكدر الأمير من ذلك وعند الصباح وجدوا أنه قتل نحو ماثة وخمسين فارسا فزاد'به غيظ الأمير وقال لا بد أن يكون هذا الفارس من فرسان هذا الزمان العظام وإلا لما كان تجاسر أن يفعل معنا مثل هذه الأفعال غير حاسب لأحد منا حسابا غير أنه لم يقم طويلا في قتالنا بل فعل هذه الفعال بوقت قريب وسارعنا ولا . نعلم إلى أين مسيره ولا أعلم إن كنت أصادفه مرة ثانية لآخد منه بالثار وأريه كيف يكون الغدر والأخذ بالغفلة . وأقام جماعة العرب بحيرة عظيمة كل ذلك النهار وقد دخل في عقولهم أن الفارس المذكور لا يعود ثانية إليهم بعد أن رأى كثرة جموعهم وتيقظهم غير أنه ما أقبل الوقت المعين حتى انحذف عليهم انحذاف الصواعق وأوقع فيهم ضرب السيف وهو يخترق الخيام ويمدد الفرسان على الأرض قتلى وقد ارتجت من فعله تلك السهول وارتفع الصياح من كل ناح فأسرع الأمير إلى جواده فركبه وأسرع إلى ملاقاته وبين يديه أخوه عمر فوجده قد ملأ الأرض من رجاله وهو يميل تارة إلى اليمين وطورا إلى الشمال وسار في أثره حتى وجده قد خرج من طرف المعسكر وسار في البر الاقفر مطلقا لحواده العنان فتتبع الأمير أثره تحت ظلام الاعتكار حتى بعد عن تلك الناحية نحوا من ساعتين وهناك غاب الفارس عن نظر الأمير حمزة ولم يعد يرى له أثرأ وإذ ذاك قال لأخيه عمر قد ثبت أن طريقه من هذا المكان ولا بد له من العودة والمرور في هذا الطريق ومن الصواب أن نقيم هنا بانتظاره إلى أن يعود إلينا ولا ندعه يذهب إلى المعسكر فارجع حالا وآتنا بصيوان فننصبه في هذا المكان إلى أن يكون مساء الغد فألتقي به وأذيقه شر عمله فاستحسن الأمير عمر هذا الرأي ورجع في الحال إل معسكرهم وجاء بصيوان وسرير أخيه وبعض الأطعمة ما يكفيهما إلى مدة أيام وأوصى الفرسان أن تستكن في أماكنها إلى أن يعود إليهم أخوه وأخبرهم أن مراده يربط ٠ هوا

صفحه نامشخص