ويتضاربان بالسيوف الصقال وببمهمان كأسود الدحال وداما على مثل تلك الحال مقدار ساعة من الزمان وفرسان مكة تنظر وترى وإذا بها قد رأت فارس الحبل قد قام في ركابه وضرب الأمير حمزة ضربة بحسامه ضيعها بمعرفته وشدة خبرته وبعد ذلك أنحذه الغيظ والحئق فصاح بصوت ارتجت منه تلك السهول والوديان وقد ضايق خصمه ولاصقه ومد يده إلى جلباب درعه واقتلعه من بحر سرجه وأصبح بيده كالعصفور واراد أن يضرب به الأرض فصاح مستجيرا به وطلب منه الأمان وأن يعفو عنه فشق عليه وألقاه بتأن إلى الأرض وقال له ويلك احك لي قصتك وما سبب سكناك في هذه البرية وكيف يكون الأسد رفيقك وأنيسك مع إني لم أسمع قط إن الإنسان يألف الأسود ويقيم معها في البراري والكهوف ويترك معاشرة أبناء جنسه ورجال قومه .
فقال الفارس اعلم إني ما تركت الناس إلا لأمر عظيم وطلبت نفسي البعد عن الناس والانفراد بين الوهاد وذلك أني من رجال الحيرة ومن قوم الملك النعمان وكان لي عنده مقام وعلو شأن أتخدمه كباقي الفرسان وأنا عائش بنعمة ورضاء لا أهتم بأمر قط إلى أن علقت بحب بنته وطلبت نفسي زواجها وهي بنت جميلة المنظر بديعة الحمال قد اعتادت ركوب الخيل والغارات في الغهار والليل ولذلك قد دعاها بالقناصة حيث كان يندر وجود مثلها من أبناء جنسها ومع ما هي عليه من الصفات الحسنة كانت كاذية خادعة وكنت أتمنى رضاها وأرغب في كل ما يمكني من خدمتها وأنا أكتم أمري عنها وعن أبيها انتظر الزمان المناسب إلى أن كان ذات يوم ونحن قائمون في المدينة وإذا بأحد الفرسان قد جاء إلى الملك النعمان وأخبره أنه رأى العساكر والفرسان في خارج المدينة وهي بعدد الجراد المنتشر فاضطربنا جميعا ولم نعلم ما السبب وبينا نحن كذلك وإذا برسول قد دخل على الملك النعمان يحمل كتابا فدفعه إليه وبعد أن قرأه قال اعلموا أن هذا الكتاب من" الأمير غشام أحد أمراء العراق وهو بطل من الأبطال لا يوجد له قرين في هذا الزمان وقد ذكر لي أنه سمع أن لي بنت أسمها القناصة فجاء يطلبها وهو يخطبها مني ويذكر لي إن امتنعت ولم أجب سؤاله أخذها بالرغم عني أي بقوة السيف والسنان فا قولكم في ذلك فقالوا له اسأل بنتك أولا فإذا قبلت به أعطيناه إياها وإذا امتنعت دافعنا وأرجعنا هذا الأمير بالخيبة أو اننا طاولناه لبينما نكاتب العرب ونجمع العساكر وكانت زجال النعمان تتكلم بذلك وأنا ضائع العقل فاقد الحيل من أن يتم ما قالوه وترضى القناصة بالأمير غشام فالتزم أن أموت شوقا ووجدا وهياما . وني الحال دعاها أبوها إليه فحضرت وهي أشبه بالغزال الشارد تحجل بخلخاطا ملثمة بلثام لا يبان منها غير عينيها فل| رأيتها كدت أقع إلى الأرض وجعل قلبي يخفق هلعا واشتد بي حبها اشتدادا عظيا وأنا لا أعرف ماذا تجيب وكنت انتظر أنها إن أجابت بالقبول أقتل ذاتي في الخال وأريح نفسي من عذاب 0"
صفحه نامشخص