لا يكون من كسرى قط قال اني اعرف أن أباك أرق طبعا من كسرى وأوسع عقلا وحشمة غير اني سلمت قلبي إلى بنته طوعا واختيارا همي دون شك تستحق أن تأخذ بقلبي وكل حواسي لأنها ودودة كريمة الصفات يندر وجود مثلها بين ربات الخدور وعليه فأني أسألك المعذرة عن' ذلك فالحب لا يتغير وقد سبقتك وأخذت المقام الاول فاذا شئت أن تكوني عندي فسيكون لك من بعدها المقام الثاني وهذا الشرط الذي أشرطه عليك قالت إني راضية بكل ما تشرطه لعلمي أنك تعاملت برقة قلبك وطيب سريرتك فإذا كنت خادمة عندك كنت في مقام السيدة عند غيرك فأعجبه كلامها وقال لها ماذا تريدين الآن أفعل قالت أريدك في الغد ان تطلبني من أبي وتسأله يزفني عليك وهو لا ريب في انه يسألني فاخبره بحبي وحالا نتقرب من بعضننا فوافق الأمير على كلامها وطيب بخاطرها ووعدها أنه في الصباح يخابر أباها بشأغها ويسأله من زواجها وبعد ذلك ودعته ورجعت إلى مكانها مسرورة الخاطر مطمئنة البال وقد ثبت عندها أنها في اليوم الآتي أو الذي بعده ستكون بجانب من أحبته ويكون لما راحة وهناء عظيمين ولهذا نامت غير قلقة وكذلك الأمير حمزة فإنه بعد ان كان مضطرب الخاطر يتقلب على سريره لا يزوره سلطان الكرى نام في الحال أمينا على نية منه أنه في الصباح يطلب إلى أبيها أن يزوجه بها وهو مؤكد اله يتمنى ذلك ولا يكرهه وعليا أن من عوائد اليونان أن يعهد الأب إلى إرادة بنته فتختار من تريد ومن اختارته يزوجها به إذا كان يوافق شرفه شرفها ؤإلا فعليه أن ينصحها فقط ويبين لها غلطها فإذا امتنعت كان خيرا وإلا فلا يزيد في ذهها وقهرها بل يكون قد تخلص من ثقل عذابها والقاه على عاتقها .
ولا كان صباح اليوم الثاني نمض الأمير حمزة من فراشه وغسل وجهه ولبس ثيابه وعزم على الخروج وإذا بالملك أسطون قد جاءه ودخل عليه وقال له لقد جئت لخدمتك في أول الغبار لأسير بك وبقومك الأعيان إلى جهات المدينة لتتفرج عليها وعلى ما أقيم بها من المصنوعات الغريبة من صنعة اليونان وفلاسفتها وترى المراصد والمراسح والمعامل التي فيها تشتغل كل انواع الأقمشة لا يوجد في بلاد الفرس ولا غيرها من البلاد فضلا عن أنه يوجد عندنا ميدان ينصب لقتال الثيران على صفة غريبة لم يوجد عند غيرنا من الأمم .
قال إني احب ان اتفرج على كل ذلك غير ان لدي شيئا عظيأ أكثر أهمية من كل الأشياء أريد أت اعرضه عليك وأسألك فيه . قال مر بكل ما:تريد فأقضي لك مطلوبك وأسعى في انجاز أمرك . قال أنت تعلم أن أحبيت بنت الملك كسرى ووعدني بزواجها وكان بنيته الوفاء غير ان عدوا لي حال بيني وبين غايتي فجعل يختلق لي الموانع ويبعدني خوفا مني وأملل ببلاكي وأنا صابر عليه حبا بأن أكون تزوجت بنته برضاه لا بالرغم عنه لثلا يقال بأن تزوجتها سبية عند من لا يعرف غدر أبيها وظلمه ولهذا السبب أتيت إلى هذه البلاد وغيرها . وأما الآن فاني قد رأيت بنتك زهربان ومال إليها قلبي ميلا غريزيا مع أني' كنت.
مل
صفحه نامشخص