.متهم الآثار ويمنع أبناء جنسه من الذل ودفع الجزية لقوم لا يفرقون بين الحلال والحرام وبعد أن أفعل ما أفعله في الملك النعمان أسير إلى المدائن وأخرب الإيوان على رأس كسرى أنوشروان وأهدم معابد النيران وادع الجميع أذلاء بسيفي مطيعين لامري عابدين لله سبحانه وتعالى فقال أبوه يا ولدي إنك تتكلم عن جهل وعدم معرفة أتظن الملك النعمان قليل الانصار والأعوان الا تعلم أنه ملك ملوك العرب وصاحب الراية الكبرى بينم أو بالحرى لا تعلم ما هو كسرى أنو شروان أو تظنه من بعض رؤ ساء القبائل الذين تقصدهم وتقاتلهم وتسلب منهم أموالهم وليس عندهم من الرجال إلا حمسمائة أو ألف رجل على الأكثر فعي إلى نفسك وأعلم ان الملك كسرى أكبر ملوك هذا . الزمان يملك ما لا يعلمه غير الله سبحانه وتعالى ومن المقرر أن عدد عساكره لا ينقتص عن الكرات ولملايين فمن نحن ومن منا يذكر لدى ذكر الملك كسرى فالتبصر بالعواقب أفضل لنا وملاقاة أمرنا قبل الوقوع بورطة وبيلة خير من أن نقع بعظائم الامور فقال له حمزة أن ما فعلته لا أندم عليه قط وما قلته من مسيري إلى الملك النعمان وإجباره على ترك عبادة النيران لابد منه فلا تطمع نفسك برجوعي عن عملي فاجلس أنت تختك وكن براحة فإذا سئلت فقل ابني حمزة فعل ما فعل ودعهم يأتون إلي ويرون ما يسرهم مني فلما رأى سادات مكة أصرار حزة على قوله وشاهدوا غيظ أبيه منه قالوا له أعلم أيها الأمير أن ابنك هو من رجال كسرى وكذلك الذين معه وهم لا يعيشون على حسابه فإذا سئلت عما كان من هذا الأمر وكيف أوقع بجماعة الملوك فقل لهم إن هذا لا علم لي به وإن الذي فعله قومكم ولا ريب أن كسرى يسامح حمزة على فعله لعلمه أنه بحاجة إليه كما أخبره بز رجمهر ولا يرضى بقصاصه إلى أن ينفذ المقدر فاترك ابنك على زعمه فعسى أن الله قصد إنفاذ غاياته وخلاصنا من الذل كما أخبر وزير كسرى انوشروان. فسكت عند ذلك الأمير إبراهيم وسأل الله نهاية الال على أتم منوال وبات ينتظر ما يكون من أمر الاعجام والملك النعمان عند وصول الاخبار اليهم| بما وقع من حمزة على قومهما ومالهما .
وأما الأمير حمزة فإنه بقى مصرا على عزمه بالمسير إلى الحيرة وتحاربة الملك النعمان وإرجاعه عن عبادة النار إلى عبادة الديان وأعلم بذلك قومه وقال لهم كونوا على استعداد لنرحل بعد قليل من الأيام فأجابوا سؤاله وقالوا نحن .لك وبين يديك فأين سرت با سرنا ومن قتلت بنا قاتلنا ولا نبخل بأرواحنا عليك قط فشكرهم على ذلك وأقام مدة سبعة أيام | وفي اليوم الشامن من.ركب عل مثل هذه النية فجاء إليه أبوه وسادات قومه وجعلوا ينصحونه ويلومونه على فعله ويحذرونه من شر عمله ورداءة عاقبته وهو يصر ويمتنع إلا السفر إلى الحيرة وإتمام ما عزم عليه. ورأى ابوه منه المكابرة فلم يقدر على ردعه فسلمه لله ودعا له بالنجاح وفي ظنه أنه لا يحصل على النجاح التام ولابد من أن املك .
٠ 14 ٠
صفحه نامشخص