أن معقل البهلوان أصبح صديقي ومن اتباعي وعاهدته على الوفاء وأنت تعلم أن من يريد أن يضر بأحد أتباعي أهلكته لا محاولة فكيف يمكن أن أترك عدوه يفعل به ما يشاء دون معرفتي واطلاعي . فأمره بزرجمهر ان يتقدم من كسرى ويقدم له واجبات الاحترام فتقدم من عرش الملك وقبل يديه فوقف له وقبله وشكره وبعد ذلك سلم حمزة على بختك وباقي الأعيان وجلس في مكانه الى جانب كسرى وسيفه على ركبتيه وبعد أن استقر به الجلوس وهدأ روعه قدم له الشراب فشرب وسأل كسرى ان يأمر باطلاق سبيل معقل . وقال اعلم يا سيدي اني لا أسلم بقتل مثل هذا الفارس العظيم والبطل الكريم وفي بقائه نفع لنا وقد صاحبته وعاهدته أن يكون باقي عمره في خدمتي وبين أتباعي ولذلك أريد مراعاته منكم ما زلتم تراعوني فأمره كسرى أن يخرجه من القفص فنهج حمزة إلى معقل البهلوان وأخخرجه من القفص وفك قيوده وهنأه بالسلامة وأمره أن يتقدم من كسرى ويقبل يديه ويظهر له طاعته ففعل كبا أمره حمزة وأظهر خخمضوعه للملك فأمر له بخلعة وأجازه جائزة عظيمة وفرح به مزيد الفرح وكان قد راق خاطر كسرى من جهة الأمير حمزة وصفا باطئه وفكر أنه فارس لا مثيل له في زمانه وانه إذا صاهره يفتخر به ويسود على كل فرسان ذاك الزمان وملوكها ويمتلك الدنيا بأسرها ويدوخ بلاد الرومان ومهدم تخت قيصر ولا سيهما وقد صار عنده مثل معقل البهلوان وأصفران الدربئدي وغيرهما من الرجال ومن ثم قدموا الطعام فأكلت الاعجام والعرب معا ونبضوا عن الطعام وجلسوا الى المساء وفي المساء ودع حمزة الملك وخرج من الديوان وركب جواده وأشار إلى مهردكار وهي بالشباك مودعا فأجابته بمثل إشارته وقد بعث في أثره نظرها تحدق به وهو سائر وقلبها يرف طائرا من حواليه ليحرسه ويحفظه من رواشق حب سواها وليبقى على الدوام مطمئنا عليها . ولما بعدوا عن الايوان قال حمزة للأمبر معقل لقد صعب عل ما جرى في هذا النبار وإني أشكر الله على سلامتك . قال ما أنا إلا عبدك وني يدك واني لم أكن أظن قبلا أن كسرى يجيب سؤالك إذا سألته العفو عني أو يراعي خاطرك إلى هذا الحد حتى أني ما كنت أظن ان أبقى حيا وقد سلمت بنفسي إليك وأنا على يقين من هلاكي غير أني كنت أرضى بالموت وأفضله عن ممالفتك حتى شاهدت بعيني نفوذ كلمتك في كسرى وعليه قال اني أقسمت لك بأبر الاقسام ان أحافظ على حياتك فكيف أدع أحدا يقرب منك بأذى ولو لم يجب الملك في الخال وإلا كنت قتلت كل من في الديوان وفككت قيودك بالقوة وأوقعت في أهل المدينة وتخلصت من الاعجام وغدرهم ولا دخلوا الخيام تفرق كل إلى مكانه وكان معقل البهلوان قد ضرب خيامه مع قومه إلى جهة ملاصقة للعرب وما استقر الأمير في صيوانه حتى جاءه رسول مهردكار بالطعام حسب العادة فأكل واكتفى وأرسل سلامه إلى خطيبته وبات تلك الليلة وهو يفكر أنه عند الصباح يسأل كسرى في زواج بنته ويطلب إليه تعجيل العرس . ونام تلك الليلة يتردد في إجابة كسرى هل إنه ]|
صفحه نامشخص