- فأخذنى فغطنى (ويقال : فغتنى) حتى بلغ منى الجهد ، ثم أرسلنى فقال : إقرأ.. فقلت : - ما أنا بقاريء .. فأخذنى فغطنى الثانية حتى بلغ منى الجهد ، ثم أرسلنى فقال : إقرأ ... فقلت: - ما أنا بقاريء .. فأخذنى فغطنى الثالثة حتى بلغ منى الجهد ، ثم أرسلنى فقال : - {إقرأ باسم ربك الذى خلق} ، حتى بلغ : {مالم يعلم}. فرجع بها رسول الله ترجف بوادره حتى دخل على خديجة - رضى الله عنها ، فقال : - زملونى .. زملونى .. حتى ذهب عنه الروع، فقال :
- يا خديجة مالى ؟ فأخبرها الخبر، وقال : - قد خشيت على نفستي ... فقالت له : -كلا .. أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا ، إنك لتصل الرحم ، وتصدق الحديث ، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم ، وتقرى الضيف ، وتعبن على نوائب الحق ..
ثم انطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ، وهو ابن عم خديجة - أخى أبيها - ، وكان أمرءا تنصرفى الجاهلية ، وكان يكتب الكتاب العربى ، ويكتب من الإنجيل بالعربية ما شاء الله أن يكتب ؛ وكان شيخا كبيرا قد عمى ، فقالت له خديجة :
صفحه ۳۴