العبد عنده مائة سنة ويجعل تركيبه وبنيته لتعمير ثمانين سنة فإذا وصل رحمه زاد الله في ذلك التركيب وتلك البنية ووصل ذلك النقص حتى يبلغ المائة وهي الأجل الذي لا مستأخر " عنه " ولا متقدّم. قال وهذا أعجب القولين إليّ لأن الله ﷿ قد فرغ من الرزق كما فرغ من الأجل فليس الزيادة في أحدهما بأعجب من الزيادة في الآخر. وقد روي عن رسول الله ﷺ أنه قال: الصدقة تدفع القضاء المبرم. وقال بعض المفسرين في قول الله ﷿: " ما يعمّر من معمّر ولا ينقص من عمره إلاّ في كتاب " أنه يكتب للإنسان أن يعمّر مائة سنة إن أطاع وتسعين إن عصى فأيّهما بلغ فهو في كتاب، نقل ذلك أبو جعفر ابن النحّاس. وقد قال كعب: لو دعا الله عمر لأخّر في أجله فانما يتوجّه قوله على هذا التأويل، والأكثر في تأويل الآية غير هذا وهو أن المعنى ولا ينقص من عمره بما يمضي من أجله لأن ذلك مكتوب بالساعة واليوم والشهر والسنة إلى آخر عمره. وقال بعضهم إن الهاء في عمره لمعمّر آخر. قال يحيى بن زياد: وهذا كما تقول عندي درهم ونصفه أي ونصف آخر.
وقال أبو علي قال الله ﷿: " إنما النسيء زيادة في الكفر " وأورد معناه على ما ذكر أبو بكر. قال المؤلف لم يبيّن أبو بكر في روايته مذهب العرب في النسيء على حقيقته وذكر محمد بن حبيب البصري أن أول من نسأ حذيفة بن عبد بن
1 / 9