وأشتعل منها خيالا، وكنت أرى الفصول تخلص في يدي حين أكتبها كما تخلص سبائك الذهب بعناصرها لا بالصناعة؛ وكان هذا القلم كالحديد إذا أحمي عليه: ليست يد لمسته من أيدي المعاني إلا وضع فيها سمة النار؛ ثم جاء الكتاب، وما أكاد أصدق أن الزمن مر به، وتم قبل أن يتم القمر دورة شهر واحد،
4
فنبهني ذلك إلى أن أستوفي الكلام في الحب استمدادا من أرواح أخرى، فوضعت هذا السحاب الأحمر.
5
وقد استوحيته من أرواح فيها الحبيب والبغيض والصديق والمظلوم والظالم لنفسه، ومن عقله قلبه، ومن حبه منفعته؛ وفيها أضعف ما عرفت من العقول وأقواها؛ فمن هذه السماء توكفت هذا السحاب؛
6
وإني لأشهد أني في بعض فصوله كنت أحامي عن الحب أن ينتقص؛
7
فأدير الكلام على ذلك فيلتوي، ثم أراه لا ينقاد، ولا يتابع إلا على خلاف ما أريد؛ فإذا أخذت في المذهب الذي يعن لي اتفاقا وعرضا،
8
صفحه نامشخص