============================================================
من هذا يتضح أن المؤلف كان يعنى بالتأريخ، فهو لا يكتفي بما تحت يده من مصادر، بل يهتم بالوقوف على مصادر ووثائق من خارج خزانة كتبه.
أما ميله الأدبي فبرز في نظمه للشعر، وإن كان نظمه ركيكا "وعلى قذر الحال"(1).
وكان بداية ذلك في سنه 884ه. عقيب وفاة "الأمير جمال الدين عبد الله بن سليمان التنوخي"، ولم يكن حتى ذلك الوقت يملك الخبرة الكافية في النحو والعروض واللغة، ولكن تأثره بوفاة الأمير جعله ينظم ست مراثي فيه، "فكان أول نظم له ولم يكن له خبرة في نحو ولا عروض ولا لغة، بل طبعا وجهلا بغوامض علوهه، ثم إن ذلك اول شعر قاله كاتبه في حدود سنه، فأحببت ان لا ادكره في هذا المكان من اسباب دلك"(2) ثم نظم مرثية في نحو سبعين بيتا قالها في وفاة "الأمير زين الدين صالح ابن الامير سيف الدين أي بكر ابن الأمير سيف الدين زنكي" سنة 3897 ثم نظلم فيه مرثية خمسة، ذكر منها ثلاث تخميسات، وقال: إنها ناقصة النحو وكذلك العروض،. "وقلنا ذلك لحسب فهم العامة وعلى قدر الحال"(4).
وفي الواقع، فإن لغته ظلت ضعيفة، ليس في الشعر فقط، بل في الكتابة والنثر أيضا، وكتابه "صدق الأخبار" هذا شاهد على ذلك، حيث تكثر فيه الأغلاط النحوية واللغوية، رغم أنه ينقل عن المصادر والكتب بشكل مباشر، اذ كان يؤثر التصرف في النص الذي ينقله، ويصوغه بأسلوبه ولفته، وحتى (1) درقة (1192).
2) درقة (308ب).
(3) ورقة (191ب).
(4) درقة (1192)
صفحه ۱۱