صلى الله عليه وسلم
في بيته لم أدفنه وأخرج أنازع الناس سلطانه!» وتردف فاطمة: «ما صنع أبو الحسن إلا ما كان ينبغي له، ولقد صنعوا ما الله حسيبهم عليه وطالبهم.»
هذا هو المشهور عن موقف علي بن أبي طالب وأصحابه من بيعة أبي بكر، وينكر بعض المؤرخين هذا المشهور من تخلف بني هاشم أو غيرهم من المهاجرين إنكارا صريحا، ويذكرون أن أبا بكر بويع بعد السقيفة بإجماع لم يتوقعه أحد.
روى الطبري حديثا بإسناده أن سعيد بن زيد سئل: أشهدت وفاة رسول الله
صلى الله عليه وسلم ؟ قال: نعم، قيل: فمتى بويع أبو بكر؟ قال: يوم مات رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، كرهوا أن يبقوا بعض يوم وليسوا في جماعة، قيل: أخالف عليه أحد؟ قال: لا، إلا مرتد أو من قد كاد أن يرتد لولا أن الله عز وجل ينقذهم من الأنصار، قيل: فهل قعد أحد من المهاجرين؟ قال: لا، تتابع المهاجرون على بيعته من غير أن يدعوهم. وفي رواية أن علي بن أبي طالب كان في بيته إذ جاءه من أنبأه أن أبا بكر قد جلس للبيعة، فخرج في قميص له ما عليه إزار ولا رداء عجلا كراهية أن يبطئ عنها حتى بايعه، ثم جلس إليه وبعث إلى ثوبه فأتاه فتجلله ولزم مجلسه.
وتجري بعض الروايات في أمر علي وبيعته مجرى وسطا بين ما قدمناه، من ذلك ما قيل من أن أبا بكر صعد المنبر عقب البيعة فنظر في وجوه القوم فلم ير الزبير، فدعا به فجاء فقال له: ابن عمة رسول الله
صلى الله عليه وسلم
وحواريه، أردت أن تشق عصا المسلمين! فقال: لا تثريب يا خليفة رسول الله، فقام فبايعه، ثم نظر في وجوه القوم فلم ير عليا، فدعا به فجاء فقال له: ابن عم رسول الله
صلى الله عليه وسلم
صفحه نامشخص