شیوعیت و انسانیت در شریعت اسلام
الشيوعية والإنسانية في شريعة الإسلام
ژانرها
ولا نقول: إن العلم يرفض كل هذه التعريفات لأول نظرة أو يحكم بالبطلان على وجوهها السافرة، ولكننا نقول مقال اليقين: إن العلم الذي يزعم أن هذه التعريفات بلغت مبلغ الثقة الجازمة التي تتحكم في ماضي بني الإنسان ومصيرهم بغير نقض ولا تعقيب، إنما هو خرافة من أجهل الخرافات التي تحوم على العقول البشرية، وإن خرافة من خرافات العجائز في عصور الظلمات لا تتطلب من غفلة التصديق بما يتطلبه قبول تلك الخرافة بعد بحث أو بغير بحث على الإطلاق.
على أن المطلوب من العقل البشري أمام هذا العلم المضحك، أضخم جدا مما تتطلبه خرافات العجائز وخرافات الأساطير وكل ضرب من ضروب التخريف يطيف بعقل إنسان.
إذ يطلب من العقل أن يصدق - بناء على هذه التعريفات - أن طبيعة الإنسان سوف تتبدل بعد مآل الصناعة الكبرى إلى أيدي الأجراء فلا منافسة ولا سباق إلى النفوذ ولا اختلاف بين الظواهر والبواطن، ولا أثر من آثار الشرائع والقوانين التي تدعو إلى قيام الحكومات، وهذا ثابت مقرر لا شك فيه عند هذا العلم البديع الذي ليس بخرافة وليس بأفيون للشعوب، وكيف كان ثابتا يا ترى؟ كان ثابتا لأن مآل الصناعة الكبرى إلى أيدي الأجراء ثابت أيضا ثبوتا لا شك فيه عند هذا العلم البديع، الذي ليس بخرافة ولا بأفيون للشعوب.
وما من رأي بين هذه الآراء ثابت كل الثبوت، ولو أنه ثبت كذلك لما لزم منه ثبوت النتائج التي يرتبونها عليه، ولكنها إنما تثبت لسبب واحد عند هؤلاء العلماء غير الواهمين وغير الحالمين؟ تثبت لأنها لازمة لإشباع شهوة النقمة والخراب، ولو بطلت شهوة النقمة والخراب لحظة واحدة لسقطت من قمتها إلى أساسها ترابا على تراب وهباء على هباء.
ومن العلم الصحيح الذي لا شك فيه - بحق - أن الدعوة الماركسية ظاهرة نفسية، إذ كان كل رأي من آرائها، وكل نتيجة من نتائجها تفسر بتفسيرات الظواهر النفسية ولا تلجئنا إلى تفسيرات غيرها.
والظواهر النفسية تفسر تلك الدعوة من الألف إلى الياء، وتشرحها على أوضح ما تكون لمن أراد أن يستكنه بواطنها من جانب العقل أو جانب الشعور.
أما التفسير المادي للتاريخ، فلا يفسره لنا ولو أخذنا بقواعده وقضاياه، لأن المادة - إذا صح أنها تفسر كل معلوم ومجهول - لم يكن من حق «كارل ماركس» أن يحتكر تفسيرها على أصح الوجوه.
وسنرى مكان الدعوة الماركسية من العلم ومكانها من الظواهر النفسية، ونرى بعد المقابلة بين مكانيها ماذا يبقى من أصولها وفروعها، إذا أخرجنا منها طوية النقمة والخراب.
بواعث الشكاية
من العبارات الجارية مجرى المثل في مصطلحات الماركسيين أن «مذهب هيجل» قلب الحقيقة رأسا على عقب، فأقامها على رأسها في التراب بدلا من قدميها.
صفحه نامشخص