التشهد: إذا جلست له فاجلس متأدبا وصرح بأن جميع ما تدلي به من " التحيات "-ومعناه الملك-" لله " تعالى، " و " كذلك " الصلوات والطيبات "-أي الأخلاق الطاهرة-لله، وأحضر في قلبك النبي - صلى الله عليه وسلم - بشخصه الكريم وقل: " السلام على النبي ورحمة الله وبركاته " وليصدق أملك في أنه يبلغه ويرد عليك ما هو أوفى منه، ثم تسلم على نفسك وجميع عباد الله الصالحين تعم به كل عبد صالح من سكان السماوات والأرضين، وارج من الله سبحانه أن يرد عليك سلاما وافيا بعدد عباده الصالحين، ثم تشهد له بالوحدانية ولمحمد - صلى الله عليه وسلم - بالرسالة مجددا عهد الله سبحانه بإعادة كلمتي الشهادة.
التسليم: اقصد عنده السلام على الملائكة الكرام الكاتبين وسائر المسلمين الحاضرين فانو به أيضا الخروج من الصلاة واستشعر شكر الله تعالى على توفيقه لك لإتمام هذه الطاعة، وتوهم أنك مودع لصلاتك هذه وأنك ربما لا تعيش لمثلها.
بعد التسليم: تستغفر الله ثلاثا، وتعتقد ذلك استغفارا من تقصيرك في صلاتك وسائر ذنوبك.
ثم انصب في الدعاء بالتواضع والخشوع، وارغب إلى ربك بالتضرع والابتهال وصدق الرجاء بالإجابة وأشرك في دعائك سائر المؤمنين والمؤمنات، ثم أشعر قلبك الإشفاق والوجل والحياء من التقصير في الصلاة، وخف أن لا تقبل صلاتك وأن تكون ممقوتا بذنب ظاهر أو باطن ترد من أجله صلاتك في وجهك، وترجو مع ذلك أن يقبلها بكرمه وفضله.
فهذا تفصيل صلاة الخاشعين: { الذين هم على صلاتهم دائمون } [سورة المعارج:23] { والذين هم على صلاتهم يحافظون } [سورة المعارج:34] وهم الذين يناجون الله - عز وجل - على قدر استطاعتهم في العبودية فليعرض الإنسان نفسه على هذه الصلاة، بالقدر الذي يتيسر له منها ينبغي أن يفرح، وعلى ما يفوته ينبغي أن يتحسر وفي مداومة ذلك ينبغي أن يجتهد.
صفحه ۱۰