وأما صنهاجة فلم يتخذوا سكة لا آخر الامرا اتخذها منصور صاحب بجاية ذكر ذلك ابن حماد في تاريخه. ولما جاءت دولة الموحدين كان مما سن لهم المهدي اتخاذ سكة الدرهم مربع الشكل وأن يرسم الدينار شكل مربع في وسطه، يملأ من أحد الجانبين تهليلا وتجميدا ومن الجانب الآخر كتبا في السطور باسمه واسم الخلفاء من بعده ففعل ذلك الموحدون وكانت سكتهم على هذا الشكل لهذا العهد ولقد كان المهدى فيما ينقل ينعت قبل ظهوره بصاحب الدرهم المربع نعته بذلك المتكلمون بالحدثان من قبله المخبرون في ملاحمهم عن دولته وأما أهل المشرق لهذا العهد فسكتهم غير مقدرة ، وانما يتعاملون بالدنانير والدراهم وزنا بالصنجات المقدرة بعدة منها ولا يطبعون عليها. بالسكة نقوش الكلمات بالتهليل والصلاة واسم السلطان كما يفعله أهل المغرب ذلك تقدير العزيز العليم ولنختم الكلام السكة بذكر حقيقة الدرهم والدينار الشرعيين وبيان حقيقة مقدارهما وذلك أن الديار والدرهم مختلفا السكة فى المقدار والموازين بالافاق والامصار وسائر العمال والشرع قد تعرض لذكرهما وعلق كثيرة من الاحكام بهما فى الزكاة والانكحة والحدود وغيرها . فلا بد فلا بدلهما عنده من حقيقة ومقدار معني منذ تقدير تجرى عليهما أحكامه دون غير الشرعى منهما فاعلم أن الاجماع متعقد منذ صدر الاسلام وعهد الصحابة والتابعين أن الدرهم الشرعى هو الذى تزن العشرة منه سبعة مثاقيل من الذهب والاوقية منه أربعين درهما ، وهو على هذا سبعة أعشار الدينار ووزن المثقال من الذهب اثنتان وسبعون من الشعري فالدرهم الذى هو سبعة أعشاره خمسون حبة وخمسا حبة وهذه المقادير كلها ثابتة بالاجماع . فان الدرهم الجاهلى كان بينهم على
صفحه ۳۸