المداينى سنة خمس وسبعين ثم أمر بصرفها فى سائر النواحى سنة ست وسبعين ، وكتب عليها الله أحد الله الصمد ثم ولى ابن هبيرة العراق أيام يزيدين عبد المك فجود السكة ، ثم بالغ خالد القسرى فى تجويدها ثم يوس بن عمر بعده وقيل أول من ضرب الدنانير الدراهم مصعب بن الزبير بالعراق سنة سبعين بأمر أخيه عبد الله لما ولى الحجاز وكتب عليها فى أحد الوجهين بركة الله وفي الآخر اسم الله ثم غيرها الحجاج بعد ذلك بسنة ، وكتب عليها اسم الحجاج وقدر وزنها على ما كانت استقرت أيام عمر وذلك آن الدرهم كان وزنه أول الاسلام سنة دوانق ، والمثقال وزنه درهم وثلاثة أسباع درهم فتكون عشرة دراهم بسبعة مثاقيل وكان السبب في ذلك أن أوزان الدرهم أيام الفرس كانت مختلفة وكان منها على وزن المثقال عشرون قيراطا ومنها اثنا عشر ومنها عشرة فلما احتيج الى تقديره فى الزكاة آخذ الوسط وذلك اثنا عشر قيراطا ، فكان المثقال درهما وثلاثة أسباع درهم وقيل كان منها البغلى يثمانية دوانق ، والطبرى أربعة دوانق والمغريى ثمانية دوانق واليمنى ستة دوانق ، فأمر عمر أن ينظر الاغلب فى التعامل فكان البغلى والطبرى وهما اثنا عشر دانقا .
وكان الدرهم سنة دوانق ، وان زدت ثلاثة أسباعه كان مثقالا ، واذا انقضت ثلاثة أعشار المثقال كان درهما فلما رأى عبد الملك اتخاذ السكة لصيانة النقدين الجاريين فى معادلة المسلمين من الغش عني مقدارها على هذا الذى استقر لعهد عمر رضى الله عنه ، واتخذ طابع الحديد واتخذ فيه كلمات لا صورا ، لان العرب كان الكلام والبلاغة أقرب مناحيمم وأظهرها، مع أن الشرع ينهى عن الصور . فلما فعل ذلك استمر بين الناس في أيام الملة كلها ، وكان الدينار والدرهم على شكلين مدورين والكتابة عليهما فى دوائر متوازية يكتب فيها من أحد الوجهين أسماء الله تهليلا وتحميدا وصلاة على النبى وآله ، وفى الوجه الثانى التاريخ واسم الخليفة . وهكذا أيام العباسيين والعبيديين والأمويين
صفحه ۳۷