شعراء النصرانية
شعراء النصرانية
ناشر
مطبعة الآباء المرسلين اليسوعيين، بيروت
سال انتشار
1890 م
ژانرها
شعراء اليمن (طي)
حاتم الطائي (605م)
هو حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي بن أخزم بن أبي أخزم واسمه هزومة بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيىء. وقال يعقوب بن السكيت: إنما سمي هزومة لأنه شج أو شج. وإنما سمي طيىء طيئا واسمه جلهمة لأنه أول من طوى المناهل وهو ابن أدد بن زيد بن يشجب بن يعرب بن قحطان. ويكنى حاتم أبا سفانة وأبا عدي. كني بذلك بابنته سفانة وهي أكبر ولده وبابنه عدي بن حاتم وقد أدركت سفانة وعدي الإسلام فأسلما.
وحكي عن علي كرم الله وجهه أنه قال يوما: يا سبحان الله ما أزهد كثيرا من الناس في الخير عجبت لرجل يجيئه أخوه في حاجة فلا يرى نفسه للخير أهلا. فلو كنا لا نرجو جنة ولا نخاف نارا ولا ننتظر ثوابا ولا نخشى عقابا لكان ينبغي لنا أن نطلب مكارم الأخلاق فإنها تدل على سبيل النجاة فقام رجل فقال: فداؤك أبي وأمي يا أمير المؤمنين اسمعته من رسول الله. قال: نعم. وما هو خير منه. لما اتينا بسبايا طيىء كانت في النساء جارية حماء حوراء العينين لعساء لمياء عيطاء شماء الأنف معتدلة القامة ردماء الكعبين خدلجة الساقين خميصة الخصر ضامرة الكشحين مصقولة المتنين. فلما رأيتها أعجبت بها فقلت لاطلبنها إلى رسول الله ليجعلها من فيئي. فلما تكلمت انسيت جمالها لما سمعت من فصاحتها فقالت: يا محمد هلك الوالد. وغاب الوافد. فإن رأيت أن تخلي عني فلا تشمت بي أحياء العرب فإني بنت سيد قومي. كان أبي يفك العاني ويحمي الذمار ويقري الضيف ويشبع الجائع ويفرج عن المكروب ويطعم الطعام ويفشي السلام ولم يرد طالب حاجة قط. أنا بنت حاتم طيىء. فقال لها رسول الله: يا جارية هذه صفة المؤمن لو كان أبوك إسلاميا لترحمنا عليه خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق والله يحب مكارم الأخلاق.
وأم حاتم عتبة بنت عفيف بن عمرو بن امرئ القيس بن عدي بن أخزم وكانت في الجود بمنزلة حاتم لا تدخر شيئا ولا يسألها أحد شيئا فتمنعه. وكانت عتبة بنت عفيف وهي أم حاتم ذات يسار وكانت من أسخى الناس وأقراهم للضيف وكانت لا تمسك شيئا تملكه فلما رأى
صفحه ۹۸