ولا يجوز أن تكون مغايرته له من جهة صورة المربعية، وذلك لأنا فرضناهما متشاكلين متشابهين متساويين، ولا يجوز أن يكون ذلك لعارض يخصه، أما أولا فإنا لا نحتاج فى تخيله يمينا إلى إيقاع عارض فيه ليس فى ذلك غير جهات المادة، وأما ثانيا فإن ذلك العارض إما أن يكون شيئا فيه نفسه لذاته أو يكون شيئا له بالقياس إلى ما هو شكله فى الموجودات حتى يكون كأنه شكل منزوع عن موجود هو لهذا الخيال، أو يكون شيئا له بالقياس إلى المادة الحاملة، ولا يجوز أن يكون شيئا له فى نفسه من العوارض التى تخصه لأنه إما أن يكون لازما أو زائلا، ولا يجوز أن يكون لازما له بالذات إلا وهو لازم لمشاركه فى النوع، فإن المربعين وضعا متساويين فى النوع، فلا يكون لهذا عارض لازم ليس لذلك، وأيضا فإنه لا يجوز إن كان هو فى قوة غير متجزئة تجزؤ القوى الجسمانية أن يعرض له شىء دون الآخر الذى هو مثله ومحلهما واحد غير متجزىء وهو القوة القابلة، ولا يجوز أن يكون زائلا لأنه يجب إذا زال ذلك الأمر أن تتغير صورته فى الخيال، فيكون الخيال إنما يتخيله كما هو لأنه يقرن به ذلك الأمر فإذا أزاله تغير، والخيال إنما يتخيله هكذا لا بسبب شىء يقرنه به، بل يتخيله كذلك كيف كان، ولا إلى الخيال أن يلحق بالآخر هذا العارض فيجعله كالأول، بل ما دام موجودا فيه يكون كذلك ويعتبره الخيال كذلك من غير التفات إلى أمر آخر يقرنه به،
صفحه ۱۹۰