کائنات و فساد از کتاب شفا

ابن سینا d. 428 AH
103

کائنات و فساد از کتاب شفا

الكون والفساد من كتاب الشفاء

ژانرها

والقوة والسخونة من شأنها أن توجد السخونة كل وقت لذاتها، لا لسبب إن كان عنها سخونة أو لم يكن. والسخونة التى وجدت عنها لا تمنع أن تفيض عنها أيضا السخونة فى طبعها. ذلك والتأخر إلى وقت ثان، على سبيل الوقوف، لا معنى له. فإن فى الزمان الذى بينهما لم يكن عائق زال، فيجب أن يحدث ذلك بلا تأخير يفعله وقوف.

وليس حال الحرق كذلك. فإن الحرق وجوده أن يكون شيئا بعد شىء؛ إذ لا قرار للحركة، ولا لما يجرى مجرى الحركة. ثم النحرق، وإن كان قابلا بمادته فهو مقاوم بصورته مقاومة شديدة أو غير شديدة .ولهذا لا ينحرق الماء والهواء عن الشوط إذا رام إسراع الحرق وترك طريق الرفق، لأنه يقبل قليلا قليلا لما فيه من المقاومة وتسخين الماء إنما يكون شيئا بعد شىء؛ لأن فى أول الملاقاة يكون الماء باردا، والبرد يمنع استعداد المادة للضد مادام ثابتا، فيحدث أولا فى زمان تفرضه أولا حرارة ما بقدر الاستعداد المعوق. ثم يكون الفاعل، بعد ذلك، حرارة من خارج وحرارة فى الماء يتعاونان على الإحالة. ويكون البرد المعاوق أقل، فيكون فى الزمان الثانى يستحيل أسرع وأشد؛ وذلك لأن حال الفاعل والقابل معا فى الزمانين مختلفان.

وليس هكذا الحال فى مسألتنا نحن. على أننا لا نناقش فى أن يستمر ازدياد التسخن فى مادة الهواء عن القوة وعن السخونة الحاصلة فى زمان على الاتصال. ولكن ذلك أيضا غير موجود.

صفحه ۱۸۰