وقاطعه حافظ: يقتل فؤادة. - وماذا تظنه سيفعل بمن ترفضه؟ - لقد هدد بذلك فعلا. - وهل هو محتاج إلى تهديد، إنه عتريس! - وماذا هو فاعل بها إن ذهبت معه إلى البيت؟ - أتظن أنها ستقول له إنها ليست زوجته، إنها جريئة؛ لأنها معك ومعنا، أما أمامه ... - وحينئذ. - وحينئذ يصبح العقد صحيحا، أليس كذلك يا شيخ بسيوني؟ - نعم يصح العقد، تكتمل شروطه، برضائها تتم شروطه. - إذن؟ - إذن هي وكلتك، أليس كذلك يا شيخ بسيوني؟ - نعم وكلت أباها.
وسأل الشيخ عبد التواب: هيه ؟
وقال هنداوي: وكلت أباها. - هل وكلت أباها يا شيخ بسيوني؟ - نعم وكلت أباها. - هل وكلتك يا حافظ أفندي؟ - آه، نعم، نعم وكلتني. - مد يدك، هات يدك يا سي عتريس، بسم الله الرحمن الرحيم قال سبحانه وتعالى:
ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ، صدق الله العظيم، وقال عليه الصلاة والسلام: «تناكحوا تناسلوا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة.» قل يا سي حافظ أفندي: زوجتك موكلتي فؤادة حافظ البكر البالغة على سنة الله ورسوله وعلى مذهب الإمام أبي حنيفة وعلى المهر المسمى بيننا. قل يا سي عتريس: قبلت زواجها.
الفصل الرابع عشر
خرج عتريس بعد أن قال لحافظ: سأنتظرك بالخارج وأريدها وحدها.
ودخل حافظ إلى ابنته: هلم يا فؤادة. - إلى أين يا أبي؟ - إلى بيت زوجك. - لا يمكن، أنا لم أعطك الوكالة. - أنا أبوك، وقد زوجتك. - وأنا لا أترك بيتي هذا. - لم يصبح هذا بيتك.
وألجمتها الكلمة حينا، ثم قالت: فأنت تريدني أن أذهب معه؟ - وستذهبين. - حسنا يا أبي، سأذهب.
وقالت فاطمة: أتذهب وحدها؟
وقال حافظ: إنه يريدها وحدها. - أمر الله، مع السلامة يا ابنتي.
صفحه نامشخص