220

شرح تسهيل الفوائد

شرح التسهيل لابن مالك

ویرایشگر

عبد الرحمن السيد ومحمد بدوي المختون

ناشر

هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان

ویراست

الأولى

سال انتشار

۱۴۱۰ ه.ق

محل انتشار

القاهرة

ابن مسعود ﵁ للنبي ﷺ "أيُّ العمل أحبُّ إلى الله؟ قال: الصلاةُ على وقتها" ومن شواهد الواقعة صفة لنكرة قول الشاعر:
دعوت امرأ أيَّ امرئ فأجابني ... وكنتُ وإيّاه ملاذًا وموْئِلا
وأشرت بقولي "مذكورة غالبا" إلى ندور قول الفرزدق:
إذا حاربَ الحجاجُ أيَّ منافق ... علاه بسيف كلّما هزّ يقطع
أراد: منافقا أيَّ منافق. ومن شواهد الواقعة حالا لمعرفة قول الآخر:
فأوْمَاتُ إيماءً خفِيًّا لِحَبْترٍ ... فلله عينا حَبْترِ أيّما فتى
ولا تستغني في هذين الوجهين عن الإضافة معنى ولفظا إلى نكرة تماثل ما هي له لفظا ومعنى نحو: دعوت امرأ أي امرئ، أو معنى لا لفظا نحو: دعوت امرأ أي فتى.
فأما في الشرط والاستفهام فيجوز استغناؤها بمعنى الإضافة عن لفظها إن كان المضاف إليه معلوما كقوله تعالى (أيًّا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى) فهذا مثال حذف المضاف إليه في الشرط، ومن حذفه في الاستفهام قول ابن مسعود ﵁ "ثم أيّ؟ قال: بر الوالدين. قلت: ثم أيٌّ؟ قال: الجهاد في سبيل الله" وهي فيهما مع النكرة بمنزلة كلِّ، ومع المعرفة بمنزلة بعض. ولهذا يقال في التنكير: أيُّ الرجلين أتيا؟ وأيُّ رجال ذهبوا؟ فتثنى الضمير وتجمعه كما تفعل حين تقول:

1 / 221