شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة
شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة
ژانرها
وقوله: (مهذب): يريد؛ مجرد عن كل مكروه في نسب وأدب، وخلق وسبب ؛ لأن التهذيب في أصل اللغة: التجريد من المكاره، وقد علمه الله وفهمه مصالح نفسه ومصالح غيره، علمه الله -سبحانه- ذلك وهداه.
و(المطهر): هو المنزه من القبائح والزنايا([37])، وقد نزهه الله عن ذلك بالعصمة.
وقوله: (زكي): يريد؛ كثير النماء والبركة في قوله وعقبه، وذلك ظاهر؛ لأنه لا أشرف من ذريته (عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام) في الذراري، ولا أنفع من قوله -عليه وآله السلام- في الأقوال.
قوله: (اختصه بذلك العلي): يريد بالعلي: الله -سبحانه وتعالى- والإختصاص هو التمييز على الكافة.
وقد خالفنا في ذلك جميع فرق الكفر على طبقاتهم لأنهم قالوا: كلما كان فيه من الآيات، وظهر على يديه من الدلالات الباهرات، هو من صبره وتعلمه، وذكائه وحيلته، حتى استتبت له الأمور، وانقاد له الجمهور، وكان أشدهم في ذلك عناية اليهود (لعنهم الله تعالى) فقال الله -تعالى- ردا عليهم: {لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم(29)}[الحديد]، وقال سبحانه في آية أخرى بعد ذكر نبوته -عليه وآله السلام- ردا على اليهود أيضا: {ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم(21)}[الحديد]، ثم شبههم سبحانه بالحمر حاملة الأسفار وهي الكتب، واحدها سفر، لقلة التأمل لما فيها والإعتبار، والتيقظ والإزدجار.
وسمى سبحانه في آية أخرى النبوءة فضلا بقوله: {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله } [النساء:54]، وهو لا يريد بالناس في هذه الآية إلا النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، وأمثال هذا كثيرة جدا نبهنا عليها، وهي ظاهرة ظهور الشمس في الكتاب العزيز -زاده الله شرفا- قوله: (وجاء منه): الهاء في منه عائدة إلى العلي سبحانه.
صفحه ۱۸۷