شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة
شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة
ژانرها
وكذلك (ضرار) بن عمرو([40]) يقول بالإدراك؛ إلا أنه يقول: إنها تقع بحاسة سادسة، وسيأتي ذكر خلافهم في باب الرؤية.
ولا شك أنه يلزم من أثبت رؤيته سبحانه وإن كره ذلك أنه تعالى يشبه المحدثات([41]).
وقوله: (ضرار الأحول): يريد به المايل عن الحق؛ لأن الحول في
أصل اللغة: هو الميل، ومن ذلك سميت العين المائلة حولاء، فأما عينه فلم يعلم أي حالة كانت.
[الكلام في] (مسألة غني)
[17]
وهو غني ليس بالمحتاج .... إلى سداد البطن والأزواج
إذ هو عن نيل الملاذ ناجي .... ومقتضى المحنة والإحراج
قد عم كل الخلق بالإفضال
قوله: (وهو غني): يريد بذلك الله سبحانه.
وقوله: (ليس بالمحتاج): كشف لمعنى قوله فيه سبحانه إنه غني؛ لأن (الغني): هو الحي الذي ليس بمحتاج.
وقوله: (إلى سداد البطن): لأن الحاجة كما تعلق بغير المأكول والمشروب فتعلقها بهما آكد .
وقوله: (والأزواج): لأن النكاح نوع من أنواع اللذة التي توجبها الحاجة المستحيلة في حقه تعالى.
قوله: (ومقتضى المحنة والإحراج): يريد أن يخاف المحنة التي هي الألم والغم وما أدى إليهما أو إلى أحدهما.
و(الإحراج) الذي هو الضيق المبتني عليهما لا يجوز عليه تعالى كما لا تجوز عليه المنفعة.
قوله: (قد عم كل الخلق بالإفضال): يقول: مع أنه غني سبحانه، وهذه من صفات الكمال كل من الخلق محتاج إليه، وهذا كمال ثان، ثم لحق ذلك تمام لايبارى وهو عمومه كل الخلق بإفضاله وتغطيتهم بنواله سبحانه وتعالى.
والدلالة على هذه المسألة بجمعك معاني ما قدمنا من الألفاظ أن تقول: الله سبحانه غني؛ لأنه حي ليس بمحتاج، وكل حي ليس بمحتاج يجب كونه غنيا.
فإن قيل: ما الدليل على أنه حي؟، وما الدليل على أنه ليس بمحتاج؟، وما الدليل على أن من كان حيا غير محتاج وجب كونه غنيا؟.
قلنا: الدليل على أنه تعالى حي: قد تقدم في مسألة حي.
صفحه ۱۳۷