فأورَدتُها ماء كَسَى الدِّمنُ فوقَهُ ... وريشُ الحَمامِ كالسِّهامِ النَّواصلِ
الدمن: القماش والسرجين. السهام النواصل: يعني التي قد سقطت نصالها، فشبه ريش الحمام بها.
وأدليتُ في أجْنٍ بِدَلوٍ صغيرةٍ ... لأسقِيَ في حوضٍ جَبىً غير طائِلِ
قليلًا فلم تُعطَنْ به وزَجَرتُها ... على حاجة في نفسِها لم تُداخِلَ
الأعطان: أن تسقى البعير أول نهلة، فإن كان له مُندّى نديته قليلا ثم عللته، وإن لم يكن مُندّى أنخته
في العطن قريبًا من الماء هُنيهة ثم عللته. والمداخلة: أن تُدخِل البعير بين بعيرين إذا كان ضعيفًا أو
مريضًا، أو أحببت أن تورده بعد ما نهل.
فراحَتْ كأنّ الرَّحلَ حُشَّ بجوَنَةٍ ... بذاتِ السِّتارِ أخطأتها الحبائِلُ
الجونه هاهنا القطاة، وحش جُعل ظهرها حشوًا للرحل.
فما ذُقتُ طعمَ النومِ حتى رأيتُني ... أُعارِضُهم وِردَ الحِماسِ النَّواهِلِ
الخماس الإبل التي ترد في كل خمس، وهو أخبث الأوراد. والخمس: أن تُغبّ ثلاثة أيام وترد في
اليوم الرابع، والنواهل العطاش هاهنا، وقد تكون الرواء في غير هذا الموضع.
بفِتيانِ صِدقٍ فوقَ جُردٍ كأنها ... طَوالِب عِقبانٍ عليها الرَّحائِلُ
فأسرَعتُما إنفاقَ ما جِئتُما له ... وما كان بَيعًا بالخِفاف المَثاقِلُ
ولكنها سُوقٌ تكون صِفاقُها ... سُريجيّةً قد أرهَفَتها الصَّياقِلُ
1 / 220