ولو أخذوا نعلَ الغَطَمَّشِ لاحتذَوا ... لأقدامِهم منها ثمانِي أنعُلِ
الغطمش رجل من بني ضبّة كان لصًا وتخذّم تقطّع.
وأبيضَ ذي تاج أشاطَت رمَاحُنا ... بمعُتركَ بين السّنَابك أقتَمَا
أشاطت أهلكت، ومعترك الحرب موضع وقعتها، والسنابك مقاديم الحوافر، والأقتم الأغبر، الغبرة
دون الكدرة ثم الكدرة ثم القترة ثم القتمة وهي أشدهن سوادًا.
هَوى بينَ أيدي الخيلِ إذ خَطرَتْ به ... صُدور العَوالي ينضَحُ المِسكَ والدّما
خطرت به اهتزت فيه، لأن الطعن إذا هُزّ الرمح فيه اتسع، صدور العوالي صدور الرماح، وقوله
ينضح المسك والدما يقول: هو ملك فإذا ظهر دمه خالط ما تطلّى به من المسك ففاح ريح المسك.
ونحنُ حَدَرنَا طَيِّئًا عن بلادهَا ... ونحن رَدَدنا الحوفَزانَ مُكلَّمَا
أما يوم طيءٍ الذي ذكر فإن زرارة بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم، لما حضرته الوفاة أوصى
إلى عمرو بن عمرو بن عدس أن يطلب بثأره من عمرو بن ملقط الطائي، وكان هو الذي وشى بهم
إلى عمرو ابن المنذر اللخمي. وعمرو بن المنذر هو مضرّط الحجارة، فحرّق من بني تميم يوم
أوارة، تسعة وتسعين رجلًا وامرأة تمّ بها نذره، فأمر عمرا أن يُغير على طيء، فلما مات زرارة
أغار عمرو بن عمرو بن عدس على طيء فقتل بشرًا كثيرًا، وأفلته عمرو بن ملقط، وهو قول علقمة بن عبدة:
1 / 208