وكان الذي هاج بين جرير والفرزدق الهجاءَ، أن البَعيث المُجاشعيَّ سُرقت إبله، سرقها ناسٌ من بني
يربوع، يقال لهم بنو ذُهيل، فطلبها البعيث، حتى وجدَها في أيديهم. واسم البَعيث خِداش بن بشِر بن
خالد ابن الحارث بن بيبة بن قُرط بن سفيان بن مجاشع، وإنما بَعَّثة بيتٌ قاله:
تَبَعَّثَ منِّي ما تَبَعَّثَ بعدما ... أُمِرَّتْ قُوَاي واستمرَّ عزيمي
فلما وجدَها البعيث في أيديهم قالوا: إنما كانت مع لصٍّ فانتزعناها منه، وكانت بينه وبينهم ضَربة
رَحِم من قِبل النَّوار بنت مُجاشع ن وكانت وَلدتهم. وغسان بن ذُهيل السَّليطي يومئذٍ يهاجي جريرًا،
فجَعل البعيثُ يقول: وجدنا الشَّرف والشِّعر في بني النَّوار بنت مجاشع، فبلغ ذلك عطية بنَ جِعال
أحد بني غُدانة بن يربوع، فقال: وما أنت وهذا يا بَعيث، أتدخلُ بين بني يربوعٍ وأنت رجلٌ من بني
مجاشع.
فبلغ ذلك جريرًا فأنشأ يقول:
طَافَ الْخَيالُ وَاَيْنَ منْكَ لِمَامَا ... فَارْجِعْ لِزَوْرِكَ بِالسَّلاَمِ سَلاَمَا
أراد طاف الخيال لِمامًا وأين هو منك، والزَّورُ الخيال بعينه، ويقال رجلٌ زورٌ وامرأةٌ زور ونِسوةٌ
زورٌ وقومٌ زورٌ، وكذلك في التثنية،
1 / 200