شرح نهج البلاغة لمحمد عبده

محمد عبده d. 1323 AH
161

شرح نهج البلاغة لمحمد عبده

شرح نهج البلاغة لمحمد عبده

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

۱۴۱۲ ه.ق

ژانرها

علوم حدیث

[النص]

فيكون شئ بعده. والرادع أناسي الأبصار عن أن تناله أو تدركه (1). ما اختلف عليه دهر فيختلف منه الحال. ولا كان في مكان فيجوز عليه الانتقال ولو وهب ما تنفست عنه معادن الجبال (2) وضحكت عنه أصداف البحار من فلز اللجين والعقيان (3) ونثارة الدر وحصيد المرجان ما أثر ذلك في جوده. ولا أنفد سعة ما عنده ولكان عنده من ذخائر الأنعام ما لا تنفده مطالب الأنام (4) لأنه الجواد الذي لا يغيضه سؤال السائلين ولا يبخله إلحاح الملحين (5) فانظر أيها السائل فما دلك القرآن عليه من صفته فائتم به (6).

[الشرح]

أشد البخل، ولا يكديه أي لا يفقره (1) أناسي جمع إنسان، وإنسان البصر هو ما يرى وسط الحدقة ممتازا عنها في لونها (2) أبدع الإمام في تسمية انفلاق المعادن عن الجواهر تنفسا فإن أغلب ما يكون من ذلك بل كله عن تحرك المواد الملتهبة في جوف الأرض إلى الخارج وهي في تبخرها أشبه بالنفس، كما أبدع في تسمية انفتاح الصدف عن الدر ضحكا (3) الفلز بكسر الفاء واللام الجوهر النفيس، واللجين الفضة الخالصة، والعقيان ذهب ينمو في معدنه، ونثارة الدر بالضم منثورة، وفعالة بالضم فاش للجيد المختار كالخلاصة، وللساقط المتروك كالقلامة، وحصيد المرجان محصوده يشير إلى أن المرجان نبات وقد حققته كاشفات الفنون جديدها وقديمها (4) أنفده بمعنى أفناه، ونفد كفرح أي فنى (5) يغيض بفتح حرف المضارعة من غاض المتعدى: يقال غاض الماء لازما وغاضه الله متعديا، ويقال أغاضه أيضا وكلاهما بمعنى أنقصه وأذهب ما عنده. ويبخله بالتخفيف من أبخلت فلانا وجدته بخيلا، أما بخله بالتشديد فمعناه رماه بالبخل (6) ائتم به أي اتبعه فصفه كما وصفه اقتداء به

صفحه ۱۶۱