شرح نهج البلاغة لمحمد عبده
شرح نهج البلاغة لمحمد عبده
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
۱۴۱۲ ه.ق
ژانرها
[النص]
موارده فشرب نهلا (1) وسلك سبيلا جددا (2) قد خلع سرابيل الشهوات وتخلى من الهموم إلا هما واحدا انفرد به (3) فخرج من صفة العمى ومشاركة أهل الهوى، وصار من مفاتيح أبواب الهدى ومغاليق أبواب الردى. قد أبصر طريقه. وسلك سبيله. وعرف مناره. وقطع غماره (4) استمسك من العرى بأوثقها. ومن الحبال بأمتنها. فهو من اليقين على مثل ضوء الشمس. قد نصب نفسه لله سبحانه في أرفع الأمور من إصدار كل وارد عليه. وتصيير كل فرع إلى أصله (5) مصباح ظلمات. كشاف عشاوات. مفتاح مبهمات. دفاع معضلات (6) دليل فلوات (7). يقول فيفهم ويسكت فيسلم. قد أخلص لله فاستخلصه. فهو من معادن دينه. وأوتاد أرضه. قد ألزم نفسه العدل
[الشرح]
رضاه والعذب والفرات مترادفان (1) النهل أول الشرب والمراد أخذ حظا لا يحتاج معه إلى العلل وهو الشرب الثاني (2) الجدد بالتحريك الأرض الغليظة أي الصلبة المستوية ومثلها يسهل السير فيه (3) الهم الواحد هو هم الوقوف عند حدود الشريعة (4) جمع غمر بالفتح معظم البحر والمراد أنه عبر بحار المهالك إلى سواحل النجاة (5) لأن من كان همه التزام حدود الله في أوامره ونواهيه نفذت بصيرته إلى حقائق سر الله في ذلك فصار من درجات العرفان بحيث لا يرد عليه أمر إلا أصدره على وجهه ولا يعرض له فرع إلا رده إلى أصله (6) عشاوات جمع عشاوة سوء البصر أو العمى أي أنه يكشف عن ذوي العشاوات عشاواتهم، ويروى عشاوات جمع عشوة بتثليث الأول وهي الأمر الملتمس. والمعضلات الشدائد والأمور لا يهتدى لوجهها (7) الفلوات
صفحه ۱۵۲