Sharh Musnad al-Darimi
شرح مسند الدارمي
ناشر
بدون
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م
ژانرها
الملائكة عن رسول الله ﷺ، واستمر هذا الأمر إلى آخر الليل، عاد النبي ﷺ إلى صاحبه ﵁، وكما هي عادة أصحابه في تكريمه والاحتفاء به ﷺ، فتوسد فخذ صاحبه ﵁، وكان من عادة رسول الله ﷺ إذا نام نفخ، والنفخ غير الشخير، النفخ إخراج الهواء من بين الشفتين برقة وهدوء، أما الشخير فيخرج الصوت مع هواء مزعج من اللهاة أعلى الحلق.
قوله: «فبينا رسول الله ﷺ متوسد فخذي راقد، إذ أتاني رجال كأنهم الجمال، عليهم ثياب بيض، الله أعلم ما بهم من الجمال».
يقول ابن مسعود ﷺ: في الوقت الذي كان فيه رسول الله ﷺ متوسدا فخذه ﵁ وهو غاطّ في نومه ﷺ، رأى رجالا كأنهم الجمال، والجمال جمع جمل: والمراد أنهم كبار الأجسام فيهم ضخامة تضفي عليهم هيبة وعظمة، وعليهم ثياب بيض، وأجمل اللباس البياض، وبهم من جمال الصورة وهيبتها وعظمتها شيء لا يوصف، ولذلك قال: «الله أعلم ما بهم من الجمال» وهذا من تشكل الملائكة في الصور الحسنة الجميلة.
قوله: «حتى قعد طائفة منهم عند رأسه، وطائفة منهم عند رجليه، فقالوا بينهم: ما رأينا عبدا أوتي مثل ما أوتي هذا النبي ﷺ».
ينبهنا ابن مسعود ﵁ إلى أن العدد ليس قليلا، معبرا عن ذلك بقوله: قعد طائفة منهم عند رأسه، والطائفة الجماعة، فالذي جرى أن طائفتين من الملائكة حفّت بنبينا محمد ﷺ، وأخذ يحدث بعضهم بعضا في أمره ﷺ.
قوله: «ما رأينا عبدا أوتي مثل ما أوتي هذا النبي ﷺ».
هذه إشادة بنبينا محمد ﷺ، وشهادة من ملائكة لهم صلة بأنبياء الله ورسله، ومعرفتهم بما أنزل الله عليهم، وبما آتاهم من الفضل والخصائص، غير
1 / 64