Sharh Musnad al-Darimi
شرح مسند الدارمي
ناشر
بدون
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م
ژانرها
قوله: «خرج إلى البطحاء، ومعه ابن مسعود فأقعده وخط عليه خطا، ثم قال: لا تبرحن فإنه سينتهي إليك رجال فلا تكلمهم، فإنهم لن يكلموك». كثيرا ما كان ابن مسعود ﷺ يرافق رسول الله ﷺ ليكون في خدمته، ويسعد بصحبته، فخرج معه ذات يوم إلى البطحاء من أرض مكة، ولِما كان من علم نبينا محمد ﷺ أن الملائكة تلتقي به ﷺ في كثير من الأحيان، ولاسيما في بدايات الوحي، ليكون ذلك علامة على نبوته ﷺ، وتقوية للمؤمنين به ﷺ، احتاط في شأن صاحبه عبد الله بن مسعود ﵁ حتى لا يحدث له خوف حينما يرى شيئا مما يحدث، فأقعده ﷺ وخط عليه خطا، لعلمه أن الملائكة لا يجاوزون ذلك الخط، وقال لصاحبه: لا تترك هذا الموقع المحدد، وليزيد طمأنينة وسكينة قال له: فإنه سينتهي إليك رجال، ولم يعلمه أنهم ملائكته اكتفاء بظاهر الحال، وقد خلق الله ﷿ الملائكة وأعطاهم من العظمة والقوة ما لا يعلمه إلا هو سبحانه، ومنحهم القدرة على التشكل في صور حسنة وهيئات جميلة، ولا يتشكلون في صور قبيحة تكريما لهم، ومفارقة لما يكون عليه الجن من التشكل، وأخبر الرسول ﷺ صاحبه أن من يأتيه من الرجال لا يكلمونه، ونهاه عن كلامهم، ثم تركه ﷺ وذهب حيث أراد، فجاء الرجال الذين أخبره عنهم، وجعلوا يصلون إلى ذلك الخط الذي خطه ﷺ حول صاحبه، فيقفون عنده ولا يدخلون على عبد الله ﵁ في موقعه، وهذه إحدى علامات نبوته ﷺ، أما الصدق والأمانة فهما أمران غير مشكوك فيهما من قَبْل النبوة، ولكن النبوة حدث جديد تحتاج إلى دلالات قوية، فكانت تلك الأحداث المتوالية عبر حياته ﷺ، وكان أولئك الرجال يصلون إلى الخط ثم يعودون إلى النبي ﷺ في موقعه الذي أراده، وكأن هذه حالة بحث من
1 / 63