============================================================
محمد، يعني سيدي محمد السنوسي طله ونقع به، فقد آجاب الله دعوته وحقق فيه فراسته رضي الله تعالى عنهما وحشرنا في زمرتهما" اه.
الفصل الرابع: في مكانته العلمية.
لخص الملالي مكانة شيخه الإمام السنوسي العلمية قائلا: "اعلم أن العلم ينقسم إلى علم ظاهر وهو علم الشريعة، وباطن وهو علم الحقيقة، وهو أفضل العلوم، وقد جمع الله تعالى للشيخ- رضي الله تعالى عنه - بين العلمين على أكمل وجه؛ أما العلوم الظاهرة فقد فاز منها بأوفر نصيب، وحاز في الغروع والأصول السهم والتعصيب، ورمى إلى كل فضيلة ومكرمة بسهم مصيب، ولهذا كان- رضي الله تعالى عنه - لا تتحدث معه في علم من العلوم إلا تحدث معك فيه، حتى يقول السامع: إنه لا يحسن غير هذا العلم، لا سيما علم التوحيد وعلم المعقول. وقد شارك الفقهاء في العلوم الظاهرة، ولم يشاركوه في العلوم الباطنة، بل زاد على الفقهاء في العلوم الظاهرة زيادة لا يمكن وصفها: وهو حل اقفال المشكلات وما يغرض من الشبه والدواهي المعضلات، لا سيما علم التوحيد، وهذا هو العلم على الحقيقة الذي يعرف به حقائق الأشياء، ويزيل بأنوار علومه وفهومه من القلب داء الشبه وضروب الشكوك والامتراء4.اه.
الفصل الخامس: في شيوخه.
قدمنا أن الإمام السنوسي نشأ في عائلة علمية، وذكرنا أنه تلقى العلوم على مشاهير علماء عصره، وفيما يلي ذكر آبرزهم: 1- آبو يعقوب يوسف بن عمر بن شعيب السنوسي (1)، نسبة إلى القبيلة المعروفة بالمغرب من قبل آبيه، الحسني نسبة إلى سيدنا الحسن بن علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنهما، والد الإمام السنوسي، نعته الملالي بالشيخ الصالح المبارك الزاهد العابد الأستاذ المحقق المقرى الخاشع المقدس المرحوم، وذكر أنه في عدد أشياخ الإمام السنوسي حيث إنه قرأ عليه بعض القرآن العزيز في صغره.
(1) ترجم له في المواهب القدوسية، ص(14).
صفحه ۱۷