لا ينتقل من جسم إلى جسم فإذا وصل ذلك الهواء إلى طرف الأنف تأدى (1) إلى تينك (2) الزائدتين وانفعلتا عن تلك الرائحة وكيفياتها فأدركتها القوة المذكورة (3) فكان ذلك شما وادراكا للرائحة.
الرابع - حسن السمع وهي قوة نافذة من (4) الدماغ إلى الاذن في عصبة نابتة من الدماغ إلى الصماخ مبسوطة عليه ممدودة كمد الجلد على الطبل وهذه العصبة آلة تلك القوة وهي مدركة للصوت بتوسط الهواء وهو هيئة تحصل في الهواء بسبب تموج يقع له بحركة عنيفة اما من قرع بعنف (5) يحصل عن اصطكاك جسمين صلبين فينضغط الهواء بينهما وينفلت (6) بشدة واما من قلع بقوة فيدخل الهواء بشدة بين الجسمين المنفصلين ويحصل من هذين السببين (7) تموج الهواء على هيئة مستديرة كما ترى في (8) الدوائر الحاصلة في الماء الراكد عند رمى حجر في وسطه فإنها أولا تكون صغيرة ثم تتسع فتضعف قليلا قليلا إلى أن تنمحي فإذا انتهى هذا التموج إلى الهواء الذي في الاذن حركه حركة مخصوصة على هيئة مخصوصة فتنفعل العصبة المفروشة على الصماخ من تلك الحركة فيحصل هناك طنين فتلاقيه القوة المذكورة فيها وتدركه فيسمى هذا الادراك سماعا، وقد يتفق (9) ان يتصل هذا التموج بجسم صلب فيصكه ويرتد عنه فينعطف ثانيا ويتصل بهواء الاذن فتنفعل العصبة عنه فتدركه قوة السمع ويقع ذلك في الحمامات والجبال والبيوت المجصصة ويسمى صدى.
الخامس - حسن البصر وهو قوة مرتبة في العصبتين المجوفتين النابتتين من الدماغ إلى كل واحدة من العينين مدركة للصور المنطبعة في الرطوبة الجليدية بتوسط جسم لطيف نوراني ينبعث من الدماغ ساريا في تينك العصبتين المجوفتين إلى العين يسمى ذلك الجسم الروح الباصر (10) وهو آله تلك القوة وحاملها كما ستعرف إن شاء الله تعالى
صفحه ۶