ما لا ينبغي، واما الشجاعة فرذيلة التفريط منهما الجبن وهو الخوف مما لا ينبغي ان يخاف منه واما رذيلة الافراط فالتهور وهو الاقدام على مالا ينبغي ان يقدم عليه واما العدالة فرذيلة التفريط منها الانظلام وهو الاستجابة والاستجداء (1) في المقتنيات لمن لا ينبغي وكما لا ينبغي اما رذيلة الافراط فهو الظلم وهو التوصل إلى كثرة المقنيات من حيث لا ينبغي كما لا ينبغي فهذه أطراف الرذائل والأوساط منها هي أجناس الفضائل، وإذا عرفت الرذائل المحتوشة لهذه الأجناس أمكنك ان تعرف الرذائل المحتوشة لأنواعها والمقابلة لها أعني طرفي الافراط والتفريط من نوع تلك الفضيلة التي هي الوسط وذلك بان تنظر إلى حد تلك الفضيلة وتعتبر الزيادة عليه والنقصان عنه وقد عرفت انه هو الوسط الذي ينبغي فتعرف ان الزيادة عليه والتجاوز لحده مما لا ينبغي وهو طرف الافراط وان النقصان عنه والوقوف دونه مما لا ينبغي وهو طرف التفريط وهما رذيلتان بالنسبة إلى الفضيلة التي هي وسط لهما وتارة تجد لتلك الأطراف أسماء بحسب اللغة وتارة لا تجد فهذه هي الإشارة إلى أصول الفضائل والرذائل الخلقية وتعريف أقسامها.
تنبيه - اعلم أن مبدأ هذه العلوم أعني اقسام الحكمة النظرية والعملية مستفاد من الشريعة الإلهية وذلك لان المقصود من بعثة الرسل إلى الخلق إنما هو ارشادهم إلى النهج (2) الصواب والطريق الأصلح في اكتساب العلوم والأعمال ولما كانت مناهج الأعمال محصورة في هذه الأقسام وجب أن تكون غاية بعثة الرسل تعريف مبادئ هذه العلوم وتعريف كمالاتها وما تؤدى إليه على الوجه الكلى وضبط هذه الأوامر والنواهي بقوانين كلية لا تخص زيدا دون عمر ولان ذلك مما يزول بزوال الاشخاص والمقصود بقاء ذلك الارشاد ويجب على سائر الخلق تعلم تلك القوانين في الصور الشخصية والوقائع الجزئية وكذلك مبادئ
صفحه ۲۴