شرح ما بعد الطبيعة

Ibn Rushd (Averroes) d. 595 AH
86

شرح ما بعد الطبيعة

شرح ما بعد الطبيعة

ژانرها

فلسفه

قال ارسطو وايضا نفحص لنعلم هل ينبغى ان نقول ان للجواهر المحسوسة كينونة فقط ام ينبغى ان نقول ان جواهر اخر غير هذه الجواهر المحسوسة وهل جنس الجواهر واحد ام اجناسها كثيرة كقول الذين يقولون ان الصور والتى فيما بينها وبين المحسوسات جواهر وان العلوم التعاليمية هى هذه الجواهر التى فيما بين الصور والمحسوسات فاما نحن فقد تقدم قولنا فى الاقاويل التى قلنا فى الصور باى نوع نقول ان الصور بذاتها علل وجواهر فاما اقاويل هولاء فان الشناعة تلحقها من وجوه كثيرة ولا سيما اقاويل من قال ان جواهر اخر غير الجواهر التى داخل السماء وان تلك الجواهر كالجواهر المحسوسة ما خلا ان تلك سرمدية وان هذه المحسوسة بالية فاسدة فانهم يزعمون ان الانسان فى تلك الجواهر كالانسان المحسوس هاهنا وكذلك الفرس والثور فقول هولاء يشبه قول الذين يزعمون ان الهة وان صورهم كصور الناس فان أولئك لم يقولوا شيئا اخر ما خلا ان ناسا سرمديون وهولاء ايضا كذلك قولهم وايضا ان ادعى احد ان جواهر فيما بين الصور والجواهر المحسوسة غير الصور المحسوسة فيلحق قوله مسائل غامضة كثيرة لانه ان كانت جواهر اخر فيما بين الصور والمحسوسات غيرها فمعلوم انه كذلك تكون ايضا خطوط غير خطوط الصور وغير الخطوط المحسوسة وكذلك كل واحد من سائر الاجناس وان كان علم النجوم واحدا من هذه الاشياء ستكون سماء اخرى غير السماء المحسوسة وكذلك تكون شمس اخرى وقمر وسائر الاشياء التى فى السماء المحسوسة ولا كن كيف ينبغى لنا ان نصدق هولاء لانه ليس من الواجب ان تكون هذه السماء التى ادعوها غير متحركة وايضا لا يمكن البتة ان تكون متحركة وكذلك نقول فى الاشياء التى يستعملها الابطيقى يعنى علم البصر والتى يستعملها علم تاليف اللحون التعليمى فانه لا يمكن ان تكون هذه الاشياء غير هذه المحسوسات للعلل التى قلنا لانه ان كانت اشياء محسوسة فيما بين الصور والاشياء البالية الفاسدة فمعلوم انه ستكون ايضا حواس وحيوان فيما بين الصور والاشياء الفاسدة التفسير يقول وايضا فينبغى ان نفحص هل هنا جواهر مفارقة غير الجواهر المحسوسة ام ليس هاهنا جواهر الا المحسوسة فقط وان كان هاهنا جواهر غير الجواهر المحسوسة فهل هذه الجواهر جنس واحد ام اجناس كثيرة مثل الذين قالوا ان الجواهر ثلثة المحسوسات والصور والتى بينهما وهى التى يقولون انها التى تنظر فيها العلوم التعاليمية ثم قال فاما نحن فقد قلنا فى الاقاويل التى قلنا فى الصور باى نوع نقول ان الصور بذاتها علل وجواهر يريد فاما نحن فقد تكلمنا وبينا على اى وجه يصح ان يقال بالصور والوجه الذى به صارت عللا واسبابا لسائر الموجودات والوجه الذى لا يصح من قبله ان تكون عللا يعنى اذا وضعت مفارقة على ما يضعه القائلون بالصور وذلك فى مقالات الجوهر من هذا الكتاب ثم قال فاما اقاويل هولاء فان الشناعة تلحقها من وجوه كثيرة ولا سيما اقاويل من قال ان جواهر اخر غير الجواهر التى داخل السماء وان تلك الجواهر كالجواهر المحسوسة يريد فاما من قال ان هاهنا جواهر مفارقة هى صور الاشياء فقد تلحقهم شناعات كثيرة ولا سيما من قال منهم ان تلك الجواهر والتى هاهنا واحدة بالاسم والحد وانهما لا تفترقان الا بان تلك ازلية وهذه كائنة فاسدة ثم فسر قولهم فقال فانهم يزعمون ان الانسان فى تلك الجواهر كالانسان المحسوس هاهنا وكذلك الفرس والثور يريد انهم كانوا يضعون ان الانسان الذى فى تلك الجواهر المفارقة هو كالانسان الذى هاهنا لا فرق بينهما لا فى الاسم ولا فى الحد ثم قال فقول هولاء يشبه قول الذين يزعمون ان الهة وان صورهم كصور الناس فان اولائك لم يقولوا شيئا اخر ما خلا ان ناسا سرمديون وهولاء ايضا كذلك قولهم يريد ان قول القائلين بالصور شبيه بقول من زعم ان الاله والالهة على صور الناس كما يوجد ذلك فى الشرائع الموجودة فى زماننا هذا فان هذين القولين كما قال يجمعهما انهم يضعون اناسا خالدين واناسا كائنين فاسدين مع اتفاقهما فى الحد والاسم ولما ذكر الشناعة التى تلزم من قال بالصور اخذ يذكر الشناعة التى تلزم من قال بالصور المتوسطة بين المحسوسات والصور المفارقة فقال وايضا ان ادعى احد ان جواهر فيما بين الصور والجواهر المحسوسة غير الصور المحسوسة فيلحق قوله مسائل غامضة كثيرة يريد انه يلزم قوله شكوك كثيرة لا يقدر على حلها ثم شرع فى ذكر الشكوك والشناعات التى تلزم هولاء فقال لانه ان كانت جواهر اخر فيما بين الصور والمحسوسات فمعلوم انه كذلك تكون خطوط غير خطوط الصور وغير الخطوط المحسوسة وكذلك كل واحد من سائر الاجناس يريد وذلك انه ان كانت هاهنا صور متوسطة بين الصور المفارقة والصور المحسوسة فيكون مثلا للجسم والسطح والخط وغير ذلك من موضوعات التعاليم ثلثة انواع من الصور صور مفارقة وصور محسوسة وصور متوسطة بين المفارقة والمحسوسات فيكون هاهنا ثلثة انواع من الاجسام وثلثة انواع من السطوح والخطوط وكذلك الامر فى سائر الاجناس التى تنظر فيها التعاليم ولما ذكر هذا اخذ يذكر سائر الشناعات اللازمة لهذا الوضع فقال فان كان علم النجوم واحدا من هذه الاشياء فستكون سماء اخرى غير السماء المحسوسة وكذلك شمس اخرى وقمر وسائر الاشياء التى فى السماء المحسوسة يريد وان كان ذلك كذلك وكان علم افلاك النجوم من علوم التعاليم فيكون هاهنا سماء غير السماء المحسوسة وكذلك يكون الامر فى القمر والشمس وفى سائر الكواكب والافلاك ولما كان كالمعلوم بنفسه سقوط هذا القول قال ولاكن كيف ينبغى لنا ان نصدق هولاء لانه ليس من الواجب ان تكون السماء التى ادعوها غير متحركة يريد انه انما كان يسوغ قولهم لو امكن ان تكون السماء التى ادعوها المفارقة غير متحركة وذلك لا يمكنهم لانهم يضعون السماء المفارقة موافقة لهذه فى الاسم والحد والمفارق ليس يمكن فيه حركة وقوله وكذلك نقول فى الاشياء التى يستعملها الابطيقى يعنى علم البصر والتى يستعملها علم تاليف اللحون التعليمى يريد ومثل هذه الشناعات تلزمهم فى علوم المناظر وعلوم الموسيقى اعنى وضعهم ان هاهنا شعاعات واصوات غير المحسوسات ثم قال فانه لا يمكن ان تكون هذه الاشياء غير المحسوسة للعلل التى قلنا يريد فانه ليس يمكن ان تكون هذه العلوم تنظر فى شىء غير هذه المحسوسات للمحالات التى قلنا ثم اتا بامحل المحال اللازم لذلك فقال لانه ان كانت اشياء محسوسة فيما بين الصور والاشياء البالية الفاسدة فمعلوم انه ستكون حواس وحيوان فيما بين الصور والاشياء الفاسدة يريد ان هذا يلزمهم من قبل انهم يسلمون ان التعاليم تنظر فى اشياء محسوسة ويضعون هذه الاشياء متوسطة بين الصور المعقولة وهذه المحسوسات الكائنة الفاسدة ويقولون انها محسوسات ازلية غير المحسوسات الكائنة الفاسدة واذا كانت هاهنا محسوسات ازلية غير هذه المحسوسات لزم ان تكون هاهنا حواس غير هذه الحواس وتكون ايضا ازلية لان الحس من المضاف واذا كانت هاهنا حواس ازلية فهنا ولا بد حيوانات ازلية فهذا مقدار ما يلزم هولاء من الشناعات

[8] Textus/Commentum

صفحه ۲۰۹