شرح ما بعد الطبيعة

Ibn Rushd (Averroes) d. 595 AH
53

شرح ما بعد الطبيعة

شرح ما بعد الطبيعة

ژانرها

فلسفه

قال ارسطو واما بحسب الضرورى وما ظن فيها بحسبه هل انواع الجواهر مختلطة فالضرورى ان تكون انواع مفردة لان حصرها ليس بطريق العرض بل يجب ان يكون كل واحد منها فى نفسه حاصرا اذ كان ليس يقال على موضوع اقول مثل ان يكون شيء فيه الضعفية فذلك الشيء فيه الازلية الا ان ذلك بطريق العرض لانه عرض للضعف ان كان ازليا والاشياء التى انواعها جواهر فهى فى هذا الموضع تدل على جواهر واما هناك فاى شىء كان الموجود قيل انه شىء ومع ذلك فواحد على كثيرين فان كان هو نوع الانواع وكان للمحصورة شىء تشترك فيه فما الشىء الذى يخص الثنائيات الفاسدة والثنائية هى للكثرة وذلك ان الثنائية ازلية وهى هى واحدة فتقال بالقياس الى شىء وعلى نفسها وان لم يكن النوع هو هو كانت هذه مشتركة الاسم ومتشابهة مثل ان يسمى مسم انسانا بقلياس وخشبة من غير ان ينظر الى معنى يشترك فيه التفسير يقول واما بحسب الامر الذى يظهر انه ضرورى فى الصور وما يلزم عنه فهو ان يعتقد ان الانواع التى تعطى حدود ما تحتها وجواهرها يجب ان تكون هى وما تحمل عليه متحدة لان حملها على ما تحتها ليس بطريق العرض مثل حمل الاعراض على الجواهر والاعراض بعضها على بعض وانما قال هذا لان من كون هذه العلوم ضرورية اعتقد القائلون بالصور ان العلوم جواهر مفارقة وسموها بالصور فقوله فالضرورى ان تكون مفردة يعنى فالذى يقتضيه كونها علوما ضرورية ان تكون هى وما تحمل عليه واحدة بالفعل ثم اتى بالسبب فى ذلك فقال لان حصرها ليس هو بطريق العرض يريد لان حصر العام منها لموضوعاتها التى تقال عليها ليس مثل الحصر الذى يكون فى حمل الاعراض على الجواهر ولا الذى يكون فى حمل الاعراض بعضها على بعض ثم قال بل يجب ان يكون كل واحد منها حاصرا فى نفسه اذ كان ليس يقال على موضوع يريد بل يجب ان يكون كل واحد من محمولات الصور حاصرا لجوهر موضوعه اولا وبالذات اذ كان ليس يحمل عليه حمل الاعراض على موضوعاتها فان الاعراض انما تحصر موضوعاتها بالعرض ثم اتى بمثال من التى تحمل بعضها على بعض بالعرض من قبل اجتماعها فى موضوع واحد وهى الاعراض فقال اقول مثل ان يكون شىء فيه الضعفية فذلك الشىء فيه الازلية الا ان ذلك بطريق العرض لانه عرض للضعف ان كان ازليا يريد مثل ان يكون شىء يوجد فيه انه ضعف ويوجد فيه انه ازلى فانه يعرض ان يوصف احد ذينك الشيئين بالاخر ويحصره بطريق العرض اعنى ان الازلية تحمل فيه على الضعفية فيقال ان الضعف ازلى كما يقال الموسيقار طبيب من قبل انهما عرضا لموضوع واحد وقوله والاشياء التى انواعها جواهر فهى فى هذا الموضع تدل على جواهر يريد ولذلك كانت الانواع التى هى جواهر تدل من المحسوسات على اشياء هى جواهر والانواع التى ليست بجواهر تدل من المحسوسات على اشياء ليست جواهر ثم قال واما هناك فاى شىء كان الموجود قيل انه شىء ومع ذلك فواحد على كثيرين يريد واما هناك فاى شىء كان من الصور المفارقة يصدق عليه انه شىء وموجود وجوهر كما يصدق على اى شىء كان هاهنا انه شىء وموجود ثم قال فان كان هو نوع الانواع وكان للمحصورة شىء تشترك فيه فما الشىء الذى يخص الثنائيات الفاسدة والثنائيات هى للكثرة وذلك ان الثنائية ازلية وهى هى واحدة يريد فان كان قولنا شىء وواحد وموجود المحمول على المفارق والمحسوس هو الحاصر لجميع ما يوجد فى الوجودين وهى صورة الصور وكان للمحصورة شىء تشترك فيه لزم ان يكون للاشياء الموجودة هناك والموجودة هاهنا شىء تشترك فيه مثال ذلك ان كانت الثنائية الاولى العامة لجميع الثنائيات بحسب قول الذين يقولون ان هاهنا ثنائية مطلقة حاصرة لجميع الثنائيات فما الذى تشترك فيه وما الذى يخص الفاسدة منها وما الذى يخص الازلية وهذا هو الذى دل عليه بقوله فما الشىء الذى يخص الثنائيات الفاسدة والثنائيات هى للكثرة وذلك ان الثنائية ازلية وهى هى واحدة يريد فما الشىء الذى يخص الثنائيات الفاسدة من غير الفاسدة اذ كانت الثنائيات كثيرة وان انزلنا مع ذلك ان الثنائية الاولى عامة للصنفين جميعا فيعرض لهذه الثنائية الازلية العامة لجميع الثنائيات الفاسدة والازلية ان تقال مرة على نفسها من جهة ما هى ازلية ومرة بالاضافة الى غيرها من جهة ما تحصرها وتعرف ذواتها ثم قال وان لم يكن النوع هو هو كانت هذه مشتركة الاسم ومتشابهة مثل ان يسمى مسم انسانا بقلياس وخشبة من غير ان ينظر الى معنى يشترك فيه يريد وان لم يكن هاهنا معنا واحد تشترك فيه الفاسدة والازلية كان اسم الثنائية المقول على الفاسدة والازلية مقولا باشتراك مثل ان يسمى مسم انسانا وخشبة بزيد وعمرو يريد واذا كانت الثنائية الازلية مقولة باشتراك مع الفاسدة لم تكن صورة لها ولا معرفة جوهرها وبالجملة ان لم يكن هاهنا نوع وهو الذى يحمل على الاشياء المختلفة من طريق ما هو كان الاسم المقول على تلك الصور وعلى ماهياتها باشتراك الاسم وبطلت العلوم

صفحه ۱۲۳