قال ارسطو فاما كيف تكلم كل واحد منهم فيها وكيف يمكن ان يشك بالشكوك التى يمكن ان يتشكك بها فى المبادى فانا نقصد له من بعد هذا وسائر من وضع للكل طبيعة ما واحدة كانها هيولى وجعلوها جسمية ذات عظم فبين انهم يخطئون انواعا من الخطا لانهم انما وضعوا اسطقسات الاجسام فقط فاما الامور الغير جسمية فلا وراموا ان يتكلموا فى علل الكون والفساد وتكلموا ايضا فى سائر الاشياء كلاما طبيعيا الا انهم رفعوا علة الحركة وايضا فانهم لم يضعوا للجوهر علة اصلا ولا تكلموا فى ماهيته التفسير يقول اما اراء هولاء فى المبادى فقد فرغنا من ذكرها فاما كيف قول كل واحد منهم فى المبدا الذى وضعه اعنى كيف وضعه مبدا ومقدار الحجة التى حركته الى ذلك والشكوك التى يمكن ان يتشكك بها عليهم من الشكوك التى تعرض للمبادى فانا نريد ان نذكر ذلك بعد هذا القول ثم شرع فى ذكر الشكوك اللازمة لهم وابتدا من ذلك بالقوم الذين ذكرهم اولا فقال وسائر من وضع للكل طبيعة ما واحدة كانها هيولى وجعلوها جسمية ذات عظم فبين انهم يخطئون انواعا من الخطا يريد وهو بين ان القدماء الذين وضعوا للكل طبيعة واحدة كانها هيولى وجعلوها جسمية اما نارا واما هواء واما ماء انهم يخطئون انواعا من الخطا ثم اتى بخطئهم الاول فقال لانهم وضعوا اسطقسات الاجسام فقط فاما الامور الغير جسمية فلا يريد واول خطائهم انهم وضعوا الاسطقس الاول جسما من الاجسام ولم يضعوه جوهرا ليس بجسم وذلك ان الجسم يظهر من امره انه مركب ولذلك لحقه الكون والفساد يريد والاسطقس الاول يجب الا يكون ولا يفسد لانه كان يلزم ان يكون للاسطقس اسطقس ويمر ذلك الى غير نهاية ثم ذكر النقص الذى دخل من وضعهم المبدا الاول جسما من الاجسام فقال وراموا ان يتكلموا فى علل الكون والفساد وتكلموا فى سائر الامور كلاما طبيعيا يريد وراموا من قبل هذا الوضع ان يتكلموا فى علل الكون والفساد فلم يقدروا على ذلك لان الكون والفساد الحقيقى انما يوجد للاجسام ولاكنهم مع هذا قدروا ان يتكلموا فيما عدى الكون كلاما طبيعيا كانه يمدحهم من هذه الجهة بخلاف من جعل مبادى الامور الطبيعية امورا تعاليمية ثم اخذ يذكر ايضا ما نقصهم من مبادى الامور الطبيعية فقال الا انهم رفعوا علة الحركة يريد الا انهم مع انزالهم سببا هيولانيا واعترافهم بان الاشياء تتحرك اغفلوا ان يذكروا العلة المحركة للهيولى اذ الهيولى ليس يمكن فيها ان تتحرك من ذاتها ثم قال وايضا لم يضعوا للجوهر علة اصلا ولا تكلموا فى ماهيته يريد ومع اغفالهم السبب الفاعل اغفلوا ايضا علة الجواهر المشار اليها وهى التى بها صارت جواهر بالفعل وقائمة بذاتها وهى العلة التى هى الماهية والصورة
[12] Textus/Commentum
صفحه ۸۱